آخر المواضيع

كتاب الصحة النفسية للأسرة

الصحة النفسية للأسرة



تفاصيل الكتاب

تأليف : خليل فاضل
نشر : الدار السعودية للنشر والتوزيع
سنة النشر: 1987



مقدمة الكتاب 

تُعدّ الصحة النفسية للأسرة الركيزة الأساسية لأي مجتمع سليم؛ فعندما تكون الأسرة في حالة توازن نفسي، ينعكس ذلك إيجابًا على المجتمع بأكمله.

بشكل عام، تتميّز الأسرة العربية بقدرٍ كبير من الصحة النفسية مقارنةً بالأسرة الغربية، بفضل التماسك الأسري والتكافل الاجتماعي، وهما من أهم العوامل التي تقي الفرد من الوقوع في براثن الاضطرابات النفسية.

في بريطانيا، على سبيل المثال، يُفضّل الكثيرون رفقة الكلاب على رفقة البشر؛ يمشون معها ساعات طويلة، ويعيشون وحدهم لسنوات عديدة. أما في عالمنا العربي، فنحن نميل إلى الخروج معًا، والتلاقي، والاحتضان، والضحك بصوتٍ مرتفع.

لكن في المقابل، فإننا شعوبٌ حساسة، رقيقة المشاعر، سريعة التأثر؛ نحزن بعمق، ونتألم بسرعة، وقلقنا غالبًا لا يقتصر على ما يمسّنا شخصيًا، بل يمتدّ ليشمل مآسي الآخرين. إنها سمة إنسانية نبيلة، لكنها قد تعرّضنا أحيانًا للانجراف العاطفي.

ومع تزايد التحديات في أواخر القرن العشرين — من ضغوط اقتصادية، وحروب، وهموم معيشية، وصراعات حول السكن والعمل، بل وحتى مشكلات مرتبطة بالثراء نفسه — أصبح من النادر أن تنجو أي أسرة تمامًا من تأثيرات هذه الظواهر النفسية المعاصرة. الاضطرابات النفسية باتت سمة بارزة في عالمنا الحديث.

هذا الكتاب لم يُؤلَّف ليكون مصدرًا أكاديميًا جافًا، رغم أن بعض الطلاب والباحثين قد يجدون فيه عرضًا مبسّطًا لبعض المفاهيم. كما أنه ليس بديلًا عن زيارة الطبيب أو المعالج النفسي حين تدعو الحاجة. بل هو محاولة صادقة للتوعية، وكشف ما نمرّ به من ضغوط نفسية وانفعالية في حياتنا اليومية.

يتناول الكتاب موضوعات مثل التوتر والقلق، واضطرابات الشهية (سواء فقدانها أو زيادتها)، والعلاقة بين الصحة النفسية والعمل والإدارة.

وفي فصلٍ خاص بالمرأة، أوليت اهتمامًا خاصًا بسيدة البيت وراحتها النفسية، وكذلك بالمديرة، والرئيسة، والناظرة، وهمومهن اليومية، شارحًا التأثيرات النفسية المرتبطة بالدورة الشهرية، والتحولات النفسية التي تمر بها الأم خلال الحمل والولادة وما بعدهما.

أما في الجزء المخصص للطفل، فقد تطرّقت إلى بعض الظواهر المرضية كالخوف من الذهاب إلى المدرسة، والتبوّل الليلي، إلى جانب المواضيع الصحية مثل النمو النفسي والاجتماعي للطفل، والدلائل النفسية التي قد تنعكس في خط يده.

وخُصّص الباب الأخير لشرح طرق العلاج النفسي، من أبسطها إلى أكثرها تعقيدًا: بدءًا بالعلاج الدوائي والصدمات الكهربائية، وصولًا إلى التحليل النفسي، مع توجيه القارئ إلى كيفية اختيار الأسلوب الأنسب لحالته.

هذا الكتاب، "الصحة النفسية للأسرة"، موجّه لكل أفراد الأسرة، ويرنو ليكون دليلاً منزليًا يُحتفظ به في كل بيت. لأن المعرفة وقاية، ولأن الكلمة قد تكون علاجًا. نحن بحاجة إلى أن يصبح الطب النفسي مألوفًا بيننا، بلا خوفٍ أو وصمة. فالتعب النفسي ليس جنونًا، وزيارة الطبيب النفسي ليست عارًا.

كل ما نحتاجه هو أن نفهم كيف يعمل عقلنا وجسدنا معًا، وكيف يتكاملان كوحدة واحدة — لا ككائنين منفصلين، كما أُوهمينا خطأً في الماضي. "الصحة النفسية للأسرة" هي بداية رحلة صعبة، نسعى من خلالها إلى يومٍ يستطيع فيه كل فرد أن يفهم الآخر: يوم تكون فيه الأم قادرة على فهم ابنها، ويكون فيه الأب متفهّمًا لنمو ابنته وتطورها، ويكون فيه الزوجان واعيين بطبيعة علاقتهما الزوجية، ويُقدّر فيه الأبناء مراحل العمر التي يمر بها آباؤهم.

رابط الكتاب 

للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا
Mohammed
Mohammed