آخر المواضيع

كتاب الأساليب الحديثة في التعليم والتعلم

الأساليب الحديثة في التعليم والتعلم


تفاصيل الكتاب

تأليف : يحيى محمد نبهان
نشر : دار اليازوري
سنة النشر : 2008


وصف الكتاب

يشكل أسلوب التدريس أحد الركائز الأساسية التي تُحدّد فعالية العملية التعليمية، إذ لا يقتصر التعليم الناجح على اتّباع طريقة تدريسية معيّنة فحسب، بل يعتمد بشكلٍ جوهري على الطريقة التي يُجسّد بها المعلّم تلك الطريقة في الفصل الدراسي. فالأسلوب التدريسي بخلاف "طريقة التدريس" ليس مسارًا تقنيًّا ثابتًا، بل هو تجلٍّ لشخصية المعلّم، وخبراته، ورؤيته التربوية، وقدرته على التكيّف مع احتياجات المتعلّمين.

تُعرَّف "طريقة التدريس" بأنها الإجراءات المنظمة والخطوات المنهجية التي يتّبعها المعلّم لتحقيق أهداف تعليميّة محددة، مثل المحاضرة، أو العمل الجماعي، أو الاستقصاء، أو التعلّم القائم على المشاريع. وهي طرائق معيارية تُدرَّس في كليّات التربية، وتخضع لمبادئ علمية متفق عليها. أما "أسلوب التدريس"، فهو الطريقة الشخصية التي يُطبّق بها المعلّم إحدى هذه الطرائق، فيُضفي عليها لمسته الخاصة من خلال نبرة صوته، لغة جسده، توزيع الوقت، أسلوب طرح الأسئلة، أو حتى طريقة تعامله مع الأخطاء.

مثالٌ توضيحي: قد يستخدم معلّمان مختلفان "طريقة المحاضرة" لشرح درس في التاريخ. المعلّم (أ) يقدّم المحتوى بطريقة رتيبة، دون تفاعل أو تشويق، بينما يُضفي المعلّم (ب) على المحاضرة عناصر درامية، ويربط المفاهيم بالأحداث المعاصرة، ويُشرك الطلاب بأسئلة استفزازية. النتيجة؟ قد يحقق طلاب المعلّم (ب) مستويات تحصيل أعلى، ليس لأن طريقة التدريس اختلفت—فهي نفسها في الحالتين—بل لأن أسلوبه كان أكثر فعالية في إثارة الدافعية وتحفيز الفهم.

يرتبط الأسلوب التدريسي ارتباطًا وثيقًا بالخصائص الذاتية للمعلّم، مثل مستوى التعاطف، مرونة التفكير، قدرة الاستماع، والثقة بالنفس. كما يتأثر بسياق الفصل الدراسي، وخصائص المتعلّمين، والثقافة المدرسية. ومن هنا، فإن تدريب المعلّمين لا ينبغي أن يركّز فقط على إتقان الطرائق التعليمية، بل أيضًا على تطوير وعي ذاتي بأساليبهم، وتمكينهم من تكييفها وفقًا لمتطلبات السياق التعليمي المتغيّر.

وليس المعلّم وحده من يمتلك "أسلوبًا" يؤثر في نتائج التعلّم؛ فالمتعلّم أيضًا يمكنه تبني أساليب فعّالة لتعزيز دافعيته، أبرزها استخدام نظام المكافآت الذاتية. فالمكافأة - مهما كانت بسيطة - تعمل كحافز نفسي يعزّز الشعور بالإنجاز ويشجّع على الاستمرارية. وينبغي أن تكون هذه المكافآت متناسبة مع جهد المهمة المطلوبة: فعند إنجاز واجبٍ يومي روتيني، قد تكون مكافأة رمزية كافية (كاستراحة قصيرة أو مشاهدة مقطع مفضّل)، أما في حالة إتمام مشروع معقّد أو دراسة لامتحان شامل، فتستحق المكافأة أن تكون أكثر قيمة (كرحلة قصيرة أو شراء كتاب محبّب).

ويُعدّ هذا النوع من التحفيز الذاتي جزءًا من تطوير "التعلّم الذاتي المنظّم" (Self-Regulated Learning)، الذي يُمكّن المتعلّم من تحمل مسؤولية تعلّمه، ووضع أهداف واضحة، وتقييم تقدّمه باستمرار.

رابط الكتاب 

لقراءة الكتاب 👈 اضغط هنا
Mohammed
Mohammed