مهارات التدريس
تفاصيل الكتاب
تاليف : جابر عبد الحميد جابر - سليمان الخضري الشيخ - فوزي زاهرنشر : دار النهضة العربية
سنة النشر : 1985
وصف الكتاب
في عصرٍ يتسارع فيه التغيير، لم يعد إعداد المعلم يقتصر على تلقين المفاهيم النظرية في فلسفة التربية وعلم النفس وطرق التدريس، كما كان سائدًا في النموذج التقليدي. بل بات من الضروري إعادة تصور العملية التربوية برمتها لتصبّ في خدمة الميدان التعليمي الفعلي، حيث يتفاعل المعلم مع المتعلّمين ويُطبّق ما تعلّمه في سياقات واقعية.يستعرض الكتاب المقدم رؤية معاصرة لإعداد المعلم ترتكز على التكامل العضوي بين النظرية والممارسة، مؤكدًا أن الفصل بينهما كان أحد أسباب فشل الأجيال السابقة في ترجمة المعرفة إلى أداء تدريسي فعّال. فالكتاب الذي يُقدَّم هنا يسعى إلى سدّ هذه الفجوة عبر تقديم مهارات تدريسية أساسية تغطي مراحل العملية التعليمية الثلاث: التخطيط، والتنفيذ، والتقويم، مع تركيز خاص على التقويم التشخيصي باعتباره ركيزة لتحسين التعلّم المستمر.
ويتميز هذا المنهج بكونه مرنًا، يتيح للمتعلّم- سواء كان طالبًا في كلية تربية أو معلمًا ممارسًا - التركيز على المهارات التي يحتاجها دون التقيّد بتسلسل صارم. كما يركّز على التدريب العملي كخطوة أولى نحو الإتقان، مع الإقرار بأن التعلّم الحقيقي يتم في سياقات تدريسية حقيقية.
إلا أن الكتاب لا يغفل البُعد الإنساني للتعليم، فيذكّر بأن المعلم ليس آلة تنفّذ مهارات تقنية، بل كائنٌ يحمل رسالة، ويعمل بإيمانٍ وقيمٍ نبيلة. ولهذا، فإن إعداده لا يبدأ في كليات التربية فحسب، بل يمتد إلى خبراته السابقة كمتعلّم، مما يستدعي تجديد الصورة الذهنية لديه عن التدريس، وربط كليات التربية بمدارس التعليم العام في علاقة تكاملية.
وفي النهاية، يدعو الكتاب إلى تعاون أكاديمي أوسع يشمل تخصصات إنسانية وعلمية متنوعة، لأن المعلم الجيد - كما يقول ديوي - هو "تلميذ للتدريس"، دائم التعلّم، متفاعل مع محيطه، متحمس للكشف والتفكير الحر. وهكذا، يصبح إعداد المعلم عملية شاملة، لا تقتصر على المهارات فحسب، بل تمتد إلى تشكيل الشخصية المهنية والرؤية التربوية التي تُحقّق رسالة التعليم الإنسانية السامية.
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا
