دراسة في علم السيكوباثولوجي
شرح سر اللعبةتفاصيل الكتاب
تأليف : يحيى الرخاوينشر : جمعية الطب النفسي التطوري
سنة النشر : 1979
عدد الصفحات : 947
نبذة عن موضوع الكتاب
يُعَدُّ علم السيكوباثولوجي (Psychopathology) من العلوم النفسية الأساسية التي تسعى لفهم جوهر الاضطرابات النفسية، لا من خلال وصف أعراضها فحسب، بل بالغوص في أصولها، وآليات تشكُّلها، ودلالاتها الرمزية والوظيفية. وقد اختلف الباحثون في تحديد نطاق هذا العلم: فبعضهم قصَره على دراسة الأعراض النفسية (Symptomatology)، وآخرون ربطوه بتحليل الوظائف النفسية المضطربة، بينما رآه التحليليون النفسيون كعلمٍ يُعنى بكيفية تكوُّن الأعراض وتطورها، بل ويربطها بالسلوك البشري الطبيعي.في هذا السياق، يُعرَّف علم السيكوباثولوجي بأنه العلم الذي يدرس أصول المرض النفسي، وآليات تشكُّل الأعراض، ودلالاتها، في علاقةٍ وثيقةٍ بطبيعة تركيب النفس البشرية - خاصةً أثناء مراحل النمو، أو في لحظات الاضطراب والتفكك، أو حتى أثناء العلاج وإعادة التنظيم النفسي. وهو بذلك يجمع بين البُعد البنائي (التركيبي) والبُعد التطوري (التاريخ الطبيعي للمرض)، ليشكِّل علمًا ديناميًّا إكلينيكيًّا بامتياز.
أما من حيث مناهج الدراسة، فهي متنوعة ومتكاملة؛ إذ لا توجد طريقة واحدة كافية لفهم الظاهرة النفسية المعقَّدة. وبدلاً من التفضيل بين المناهج، يُعدُّ من الأهمية بمكان أن يُحدِّد الباحث المنهج الذي يعتمده في كل دراسة، لأن فهم المادة العلمية يرتبط ارتباطًا عضويًّا بالطريقة التي جُمعت بها وُحلِّلت. فكل منهج يُضيء جانبًا من جوانب الاضطراب النفسي، ولا يكتمل الفهم إلا بتضافر هذه الزوايا ضمن رؤية شاملة.
وبذلك، يبرز علم السيكوباثولوجي ليس كعلم وصفي جامد، بل كمجال حيوي يربط بين البنية النفسية والديناميات الداخلية، وبين التطور الطبيعي والانحراف المرضي، في سعي دائم لفهم الإنسان في أعمق حالاته: نموًّا، اضطرابًا، وشفاءً.
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا
