دراسة سيكولوجية تربوية لتلميذ التعليم العام
تفاصيل الكتاب
تأليف : محمد مصطفى زيداندار النشر : دار الشروق - جدة
سنة النشر : 1983
نبذة عن موضوع الكتاب
يُعدّ التلميذ في مرحلة التعليم العام - التي تمتد من الطفولة المبكرة حتى المراهقة - كائنًا نفسيًّا واجتماعيًّا في طور التشكُّل، يتفاعل مع بيئته التعليمية بحساسيةٍ عالية، ويتأثر بعوامل داخلية وخارجية تُشكّل شخصيته، وتحفّز دافعيته، وتحدد أنماط تعلّمه. ومن هنا، تبرز أهمية فهم سيكولوجية هذا التلميذ لضمان بيئة تعليمية داعمة وفعّالة.في المراحل الأولى من التعليم، يعتمد التلميذ على التعلّم الحسي والحسّي الحركي، وفقًا لنظرية بياجيه في النمو المعرفي، حيث يبني معرفته من خلال التفاعل المباشر مع محيطه. ومع تقدّمه في العمر، يبدأ في تطوير القدرة على التفكير المنطقي والاستنتاجي، ما يستدعي من المعلّمين توظيف استراتيجيات تعليمية متناسبة مع كل مرحلة نمائية.
ومن الجوانب النفسية المحورية في هذه المرحلة: الحاجة إلى الأمان العاطفي، والاعتراف الاجتماعي، والشعور بالكفاءة. فالتلميذ الذي يشعر بالتقدير من معلّمه، ويُمنح فرصًا للتعبير عن ذاته، يكون أكثر انخراطًا في التعلّم وأقل عرضة للسلوكيات السلبية. كما أن الدافعية الداخلية - كالفضول والرغبة في الفهم - تتفوّق في تأثيرها على الدافعية الخارجية (كالمكافآت أو العقوبات)، خصوصًا في المراحل المتقدمة من التعليم العام.
ولا يمكن إغفال البُعد الاجتماعي في سيكولوجية التلميذ؛ إذ يلعب الأقران دورًا محوريًّا في تشكيل هويته وتقديره لذاته. ولهذا، فإن بيئة الفصل التي تشجّع على التعاون، وتنمّي مهارات التواصل، وتعزّز الانتماء، تُسهم بشكل مباشر في تحسين الأداء الأكاديمي والصحة النفسية للتلميذ.
فهم سيكولوجية تلميذ التعليم العام ليس ترفًا تربويًّا، بل ضرورة حتمية لبناء أنظمة تعليمية إنسانية، تُراعي الفروق الفردية، وتدعم النمو الشامل، وتحضّر جيلًا قادرًا على التفكير النقدي، والتكيف مع التحديات، والمساهمة الفاعلة في مجتمعه.
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا
