المشكلات والصحة النفسية
تفاصيل الكتاب
تأليف : رشاد علي عبد العزيز موسى - مديحة منصور سليم الدسوقينشر : الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
الطبعة : الأولى
سنة النشر : 2000
مقدمة الكتاب
يُطلق على عصرنا الحالي تسمياتٍ عديدة: عصر القلق، الاكتئاب، السرعة، أو العولمة. لكنّ الأدقّ وصفًا لواقعنا المعاصر، مع مطلع الألفية الثالثة، هو "عصر المشكلات". فرغم التقدّم التكنولوجي المذهل الذي يعيشه الإنسان اليوم، تزداد التحديات تعقيدًا وتشعّبًا يومًا بعد يوم، لتغطي جوانب الحياة كافة: الاجتماعية، التعليمية، الأسرية، الصحية، الاقتصادية، السياسية، العسكرية، الإدارية، بل وحتى الأخلاقية.وقد أولى الباحثون في مختلف التخصّصات العلمية اهتمامًا واسعًا بدراسة جذور هذه المشكلات، وطرحوا حزمةً من التوصيات والحلول. ومع ذلك، لا تزال الأزمات في تصاعد، حتى باتت أشبه بالأخطبوط الذي يمدّ أذرعه في كلّ اتجاه، معيقةً مسيرة التنمية بمختلف أشكالها.
ويأتي تفاقم هذه التحديات في سياق "القرية العالمية" التي فرضتها ثورة الاتصالات، حيث تلاشى الحدّ الفاصل بين الزمان والمكان، وانهمرت على الفرد أفكارٌ وعاداتٌ وتقاليد جديدة، بل وإيديولوجيات لم يُعَدّ لها إعدادًا فكريًّا أو نفسيًّا كافيًا، ما ولّد صراعات توافقية حادة مع الواقع المتغيّر.
وفي محاولة لفهم جذور الأزمة، انقسمت الرؤى بين فريقين رئيسيين من المفكّرين: فريق يرى أن "الفقر الاقتصادي" هو الجذر الأساسي لكل المشكلات، وأن التنمية الاقتصادية وحدها كفيلة بحلّها على مستوى الفرد والمجتمع والعالم. وفريق آخر يذهب إلى أن "الفقر الأخلاقي" هو السبب الجوهري، وأن استعادة القيم والمبادئ الإنسانية هي المفتاح الحقيقي لمعالجة الأزمات المعاصرة.
وبين هذين المنهجين، تتعدّد التفسيرات وتتباين الرؤى، لكنّ المشترك بينها جميعًا هو الإقرار بأن عالمنا يعيش لحظة حرجة تتطلب وعيًا جماعيًّا، وحلولًا متكاملة تجمع بين البُعد المادي والأخلاقي، لمواجهة تحديات عصرٍ لم يعد يكفي فيه التقدّم وحده دون حكمة.
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا