مبادىء العلاج بالقراءة
مع دراسة تطبيقية على مرضى الفصام
تفاصيل الكتاب
تأليف : يحيى الرخاوي - عبدالله حسين متوليسنة النشر : 2004
نشر : الدار المصرية اللبنانية
وصف الكتاب
يُعدّ "العلاج بالقراءة" (Bibliotherapy) نموذجًا فريدًا من أشكال التدخل العلاجي يقع عند تقاطع ثلاثي بين الطب النفسي، وعلم النفس، وعلم المكتبات والمعلومات. وهو لا يُنظر إليه كوسيلة بديلة للعلاج النفسي، بل كأداة تكميلية تُوظَّف ضمن برامج علاجية منهجية تهدف إلى مساعدة الأفراد — سواءً كانوا مرضى نفسيًّا أو يعانون من صعوبات اجتماعية أو وجودية — على فهم مشكلاتهم، والتأمل فيها، والتفاعل معها عبر قراءة نصوص مُنتقاة بعناية، تليها حوارات هادفة تُسهم في تصحيح أنماط التفكير المشوَّهة واستبدالها بأنماط أكثر توازنًا وفعالية.وينبع هذا المنهج من الإيمان بقدرة النتاج الفكري — مهما اختلف شكله المادي — على تحفيز الوعي الذاتي، وتمكين القارئ من إعادة تأطير تجربته الشخصية، بما يُسهم في تقليل مشاعر العزلة والانهزام، ويعزز من قدرته على التكيُّف أو حتى الشفاء.
ومن المهم التأكيد أن هذا النهج لا يُشكِّل تجاوزًا على تخصصات الطب النفسي أو علم النفس، بل هو تأكيد على الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه متخصصو المكتبات والمعلومات — بوصفهم وسطاء بين المعرفة والمستفيدين — في دعم الصحة النفسية والاجتماعية، مستندين إلى ثروة المكتبات من الموارد الفكرية، وإلى مهاراتهم في التوجيه القرائي والتدخل التربوي.
ويُعدّ هذا العمل من أوائل الدراسات الأكاديمية العربية التي تتناول "العلاج بالقراءة" بشكل تطبيقي ومنهجي، مُستفيدًا من رؤى رواد هذا الحقل في العالم العربي، مثل الأستاذ الدكتور شعبان عبد العزيز خليفة، والأستاذ الدكتور محمد أمين البنيهاوي، والدكتور أحمد بدر، فضلًا عن دعم أساتذة كرام مثل الدكتور يحيى الرخاوي والدكتور محمد فتحي عبد الهادي، الذين ساهموا في بلورة رؤية إنسانية ومهنية لهذا النهج العلاجي الواعد.
ويُقدِّم الكتاب - المُعدّ بناءً على رسالة أكاديمية مُنقحة - رؤية شاملة للعلاج بالقراءة من خلال أربعة فصول تتناول نشأته، تطوره، أهدافه، أنواعه، والجهود المؤسسية الداعمة له، ممهِّدة الطريق أمام تبنيه في سياقات عربية متنوعة، خصوصًا مع الفئات الهشة مثل مرضى الفصام.