الأسلوب التكاملي في بناء المنهج
النظرية والتطبيقتفاصيل الكتاب
تأليف : فتحي يوسف مباركنشر : دار المعارف
سنة النشر : 1986
وصف الكتاب
على الرغم من أن مفهوم "التكامل" يُعد فكرة قديمة جذورها في الفلسفة اليونانية، وقد شهدت عبر العصور جدلاً فكرياً بين فلاسفة كأفلاطون وأرسطو وجماعة الأبيقوريين والعنصريين، إلا أن تطبيقه كأسلوب منهجي لتنظيم المحتوى التعليمي في المناهج المدرسية يُعد نهجاً حديثاً. وقد لقي هذا الأسلوب، رغم حداثته، قبولاً واسعاً في المجتمعات المتقدمة، حيث أثبتت الدراسات والأبحاث التجريبية التي أجريت في مختلف دول العالم أنه الأقدر على تحقيق أهداف التربية التقدمية، والتي تهدف – في المقام الأول – إلى بناء شخصية الطالب بشكل شامل ومتكامل، ليصبح مواطناً صالحاً قادراً على أداء دوره في مجتمعه بكفاءة وفعالية.يستند الأسلوب التكاملي في تصميم المناهج إلى أحدث المبادئ التربوية والنفسية، حيث يضع الطالب في مركز العملية التعليمية، ويؤكد على نشاطه وحيويته ودافعيته الذاتية، فالتعلم لا يحدث إلا عندما يكون له معنى وفائدة عملية للطالب. كما يعترف هذا الأسلوب بالفروق الفردية بين المتعلمين، ويقدم لهم أنشطة تعليمية متنوعة تناسب إمكاناتهم وقدراتهم، مما يتيح لكل طالب التعلم ضمن حدود قدراته واستعداداته. وهو لا يقرّ سوى بالمعرفة المتكاملة، باعتبارها الوسيلة الأمثل لفهم الواقع الذي نعيش فيه، والقدرة على حل المشكلات والتحديات اليومية. بالإضافة إلى ذلك، يحقق هذا الأسلوب مجموعة من الأهداف التربوية الهامة، مثل إكساب الطلاب المفاهيم والتعميمات والقيم والمهارات، كما يركز بشكل كبير على الخبرة التربوية المتكاملة، التي تُعد الوحدة الأساسية في تنظيم المنهج، ويعتمد عليها اعتماداً أساسياً في تحقيق هدفه الأساسي: مساعدة الطالب على النمو الشامل.
إن التلميذ هو محور الاهتمام في النظام التعليمي التكاملي، إذ يُراعى في هذا الإطار ميوله وقدراته، ويتاح له فرص التعلم من خلال أنشطة تعليمية متنوعة ومبتكرة. وقد سبقت الدول المتقدمة في اعتماد هذا الأسلوب، مدفوعة بإيمانها الراسخ بقيمة هذا النهج في بناء مناهج فاعلة تخدم تنمية الموارد البشرية، وهو ما يفسر تفوقها العلمي والتقني والحضاري. أما نحن، فما زلنا نعتمد مناهجًا تقليدية تقدم معرفة جامدة لا تلامس واقع حياتنا، ولا تُسهم في تطوير المهارات الحياتية للطلاب.
وقد دفعنا هذا التفاوت، ونقص المعلومات حول هذا النهج في عالمنا العربي، إلى إعداد هذا الكتاب، الذي نعتبره إضافة نوعية للمكتبة التربوية العربية، إذ يُعد أول عمل باللغة العربية يقدم تحليلًا تفصيليًا لهذا التنظيم المنهجي. فقد قمنا في هذا الكتاب بتوضيح الأساس النظري لهذا الأسلوب، بدءًا من فلسفته وأسسه ونظرياته وهيكله التنظيمي، مرورًا بوضع نماذج عملية وتطبيقات قابلة للتجريب، وانتهاءً بعرض نتائج دراساتنا الميدانية التي أكدت فاعليته. وهكذا، نكون قد خرجنا بهذا العمل من نطاق النظرية إلى مجال التطبيق العملي، مما يسهل على مخططي المناهج في بلداننا اعتماد هذا النهج الحديث.
ويتناول الكتاب الفصول التالية:
- الفصل الأول: يناقش فلسفة التكامل، مستنداً إلى الاعتقاد الراسخ بأن الحياة متكاملة وشاملة، وأن كل مظاهرها – المادية والاجتماعية والثقافية – متداخلة، ويستعرض الظواهر المختلفة التي تبرهن على ضرورة هذا التوجه.
- الفصل الثاني: يركز على الشخصية المتكاملة، ويقدم تحليلاً شاملاً لمفهومها ومكوناتها، والعوامل المؤثرة في المحافظة على درجة تكاملها، ومعوقات هذا التكامل، وكذلك السلوكات المرتبطة بالشخصية المتكاملة وغير المتكاملة، وقوانين التكامل النفسية والتربوية.
- الفصل الثالث: يستعرض تطور فكرة الربط بين المواد الدراسية، بدءًا من مواد منفصلة، ثم مترابطة، ثم مندمجة، وأخيرًا متكاملة، ويُبرز في هذا السياق كيف أن التكامل يُعد الصورة الأكثر تطوراً وفعالية بين هذه المراحل.
- الفصل الرابع: يتناول مفهوم أسلوب التكامل، ويشرح النظريات التي يقوم عليها، والشروط الواجب توفرها لتطبيقه، والمزايا التربوية التي يوفرها.
- الفصل الخامس: يحدد أسس الأسلوب التكاملي، وهي: الخبرة المتكاملة، والمعرفة المتكاملة، والشخصية المتكاملة، ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، والاهتمام بالأنشطة التعليمية المتعددة والمتنوعة، ومراعاة ميول الطلاب.
- الفصل السادس: يوضح المعالم التنظيمية لأسلوب التكامل، من خلال استعراض أبعاده ومداخله التي تجمع بين شتات المعارف والمعلومات، ويُسلط الضوء على الوحدات الدراسية كأداة تنظيمية رئيسية لهذا الأسلوب.
- وفي الفصل السابع والأخير، نقدم النماذج والتطبيقات العملية التي يمكن تطبيقها في الصفوف الدراسية .
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا