اللعب التربوي للأطفال
المقومات النظرية و التطبيقية
تفاصيل الكتاب
تأليف : ليلى عبد العزيز زهران - عاصم صابر راشدنشر : دار زهران
سنة النشر : 2005
نبذة عن موضوع الكتاب
يُعدّ اللعب التربوي من الركائز الأساسية في نمو الطفل الشامل، إذ لا يقتصر دوره على التسلية فحسب، بل يمثّل وسيلة فعّالة لتنمية المهارات المعرفية، واللغوية، والاجتماعية، والعاطفية. ففي عالمٍ يزداد تعقيدًا، يصبح من الضروري اعتماد أساليب تربوية تدمج المتعة بالتعلّم، واللعب التربوي هو أحد أبرز هذه الأساليب.يختلف اللعب التربوي عن اللعب العفوي في أنه يُصمَّم بنيّة تعليمية واضحة، ويُوجَّه لتحقيق أهداف محددة، كتنمية القدرة على حل المشكلات، أو تحسين التناسق الحركي، أو تعزيز التعاون والعمل الجماعي. ومن خلال الألعاب التعليمية، سواء كانت ألعابًا لغوية، رياضية، أدوارًا تمثيلية، أو حتى ألعابًا إلكترونية موجّهة، يكتسب الطفل مهارات حياتية أساسية بطريقة طبيعية وغير مُلحة.
وتشير الدراسات الحديثة في علم النفس التربوي إلى أن الدماغ الطفل يتعلّم بكفاءة أعلى عندما يكون في حالة من التفاعل والانخراط العاطفي، وهو ما يوفّره اللعب بشكل مثالي. كما أن اللعب التربوي يعزز الثقة بالنفس، ويُنمّي خيال الطفل وقدرته على الابتكار، ويُساعده على فهم العالم من حوله من خلال التجربة والاستكشاف.
ولتحقيق أقصى استفادة من اللعب التربوي، يجب أن يشارك الأهل والمربّون في توجيهه وتصميمه بما يتناسب مع المرحلة العمرية للطفل، مع الحفاظ على عنصر المتعة وعدم تحويله إلى واجب مدرسي مُقنّع. فالهدف ليس "تعليم الطفل من خلال اللعب"، بل "تمكينه من التعلّم أثناء لعبه".
يبقى اللعب التربوي جسرًا ذكيًّا بين عالم الطفولة البريء وعالم التعلّم الجاد، وهو استثمارٌ في بناء جيلٍ مبدع، واعٍ، وقادر على مواجهة تحديات المستقبل.