أساليب التقويم التربوي
تفاصيل الكتاب
تأليف : محمد عثماننشر : دار أسامة للنشر والتوزيع
سنة النشر : 2011
مقدمة الكتاب
يعتبر التقويم التربوي ركيزةً أساسية لا غنى عنها في أي مشروع تعليمي ناجح. لم يعد التقويم مجرد وسيلة لقياس التحصيل الدراسي، بل تحوّل إلى عملية تفاعلية مستمرة تهدف إلى تحسين الأداء، وتحديد نقاط القوة والضعف، ودعم التعلّم الفعّال عبر التغذية الراجعة.يُجمع المربّون اليوم على أن أنواع التقويم—التشخيصي، التكويني، والتحصيلي—تلعب أدوارًا محورية في توجيه العملية التربوية برمتها. فهي لا تقتصر على تقييم المخرجات فحسب، بل تمتد لتشكل أساسًا منهجيًّا لأي عمل تربوي هادف، يكشف الثغرات، ويُعالج السلبيات، ويعزز المكتسبات، ويدفع المتعلّمين نحو الإبداع والابتكار.
ويُعدّ التقويم الطور الثالث والضروري في دورة التطوير التربوي، بعد التخطيط وتنفيذ الخطة. ومع أن كثيرًا من الباحثين والمؤسّسات ما زالوا يركّزون على المرحلتين الأوليين، فإن إغفال مرحلة التقويم يُفقِد العملية التعليمية قدرتها على التعلّم الذاتي والتكيف مع المتغيّرات. ولأن أنشطة المتعلّمين جزءٌ لا يتجزأ من المنظومة التربوية، فإن تقويمها لا يقلّ أهمية عن تقويم المواد الدراسية التقليدية كالعلوم أو التاريخ.
والأهم من ذلك أن التقويم ليس حدثًا نهائيًّا أو اختبارًا معجّلًا، بل هو عملية ديناميكية تراكمية تتطلب رصد التغيّرات في سلوك المتعلّم ومكتسباته عبر فترات زمنية متفاوتة. وهو في جوهره أعمّ من القياس، إذ يتفاعل مع التقدّم التقني والثورة المعلوماتية ومتطلبات "عولمة الحياة"، ليشكّل ميدانًا واسعًا قابلًا للتطوّر والابتكار.
لذا، فإن إدماج التقويم بفعالية في المنظومة التعليمية ليس ترفًا، بل ضرورة حتمية لبناء تعليمٍ مرن، مستجيب، وقادر على إعداد أجيالٍ مؤهلة لمواجهة تحديات المستقبل.
رابط الكتاب
لقراءة الكتاب 👈 اضغط هنا
