كتاب أسس القياس النفسي الإجتماعي

الطبعة الأولى

نبذة عن موضوع الكتاب

يُعدّ القياس النفسي الاجتماعي أداةً أساسية في فهم السلوك البشري من خلال تقييم الجوانب النفسية والاجتماعية التي تؤثر في التفاعل الفردي والجماعي. ويعتمد هذا النوع من القياس على مجموعة من الأسس العلمية والمنهجية التي تضمن دقة النتائج وموثوقيتها، وتُسهم في تطوير التدخلات النفسية والاجتماعية الفعّالة.

أولًا، الصدق (Validity) يُعدّ حجر الزاوية في أي أداة قياس نفسي اجتماعي، إذ يشير إلى مدى قدرة الأداة على قياس ما وُضعت لقياسه فعليًّا. فعلى سبيل المثال، إذا كان الهدف هو قياس مستوى القلق الاجتماعي، فيجب أن تعكس البنود المستخدمة في الاستبيان هذا البُعد بدقة، دون التداخل مع مفاهيم أخرى كـ"الاكتئاب" أو "الخجل العام".

ثانيًا، الثبات (Reliability)، وهو يعكس اتساق النتائج عند تكرار القياس في ظروف مماثلة. ويُقاس الثبات بعدة طرق، منها طريقة إعادة الاختبار، والاتساق الداخلي (كمعامل كرونباخ ألفا)، وثبات المقيّمين. وبدون ثبات كافٍ، تفقد الأداة مصداقيتها العلمية.

ثالثًا، المعايير (Norms)، التي تُوفّر سياقًا مرجعيًّا لتفسير النتائج الفردية أو الجماعية. وتعتمد هذه المعايير على عيّنات ممثلة من المجتمع، مما يسمح بمقارنة الأداء أو السلوك مع متوسطات أو مستويات معيارية.

رابعًا، الحياد الثقافي واللغوي، وهو أمرٌ بالغ الأهمية في القياس النفسي الاجتماعي، خاصة في المجتمعات المتعددة الثقافات. إذ يجب أن تكون الأدوات خالية من التحيّزات الثقافية أو اللغوية التي قد تؤثر في استجابات الأفراد وتُشوّه النتائج.

وأخيرًا، الجانب الأخلاقي، الذي يشمل احترام خصوصية المُقيَّم، والحصول على الموافقة المستنيرة، وضمان سرية البيانات. فالممارسة الأخلاقية ليست خيارًا، بل شرطٌ أساسي لضمان مصداقية العملية القياسية واحترام حقوق الأفراد.