سيكولوجية التعلم
تفاصيل الكتاب
تأليف : مصطفى فهمينشر : مكتبة مصر
الطبعة : الأولى
نبذة عن موضوع الكتاب
التعلم والتدريس (غير المقصود) من أكثر الظاهرات النفسية شيوعاً؛ فالأمهات تعلم أطفالهن، والأطفال يعلم بعضهم بعضاً، والصانع يقوم بتعليم الصبية، وكل منا يتعلم بمفرده عدداً لا حصر له من الأشياء.والمجتمعات قد أقامت المؤسسات المخصصة لعملية التعليم، وأعني بها المدارس، وهي مسئولة عن أن تسلك أكفأ السبل للتعليم. ولهذا فإن من بين المشاكل التي تقابلهها وتجعلها موضوع دراستها: ما الذي ينبغي أن تعلمه المدارس؟ وكيف ينبغي أن تعلّمهم؟ هل من الأفضل أن نبدأ في تدريس القراءة بالحروف وأصوات الحروف أو بطرق أخرى خلاف ذلك؟ لماذا يتعثر كثير من الأطفال في تعلم الحساب؟ ما هي أحسن الوسائل لغرس مبادئ التربية الوطنية في نفوس التلاميذ؟
ولكن هذا لا يعني أن المدارس وحدها هي الميدان الذي تتم فيه عملية التعليم؛ فهنالك المنزل والملعب والمصنع ومعسكرات الجيش. ولعل ما تتميز به فترة الحرب أن ظاهرة التعليم تصبح أكثر انتشاراً وضرورة؛ إذ يتعلم فيها الجنود وسائل الدفاع المختلفة وطرق استخدام الآلات الحربية المتعددة.
وقد رأى علماء النفس أنهم يوفرون على البشرية جهوداً طائلة تضيع بلا طائل إذا هم هدوا الناس إلى أحسن طرق التعلم وأقلها استفادة للوقت. وبدى أن هذا لا يتيسر لهم إلا إذا قاموا بدراسة العمليات الرئيسية التي تتألف منها ظاهرة التعلم؛ وإلا إذا قاموا بالتدريس والتعليم في ظروف مختلفة متنوعة لينظروا أي هذه الظروف تعين على أن يكون التعليم مفيداً مشمراً.
ماذا يتعلم الناس؟
الواقع أن أكثر ما يصدر عن الناس من سلوك يمكن اعتباره نتيجة تعلم سابق إذا أن الوراثة البيولوجية وحدها لا تكفي ولا بد من أن يتم التفاعل بين الفرد والبيئة تفاعلاً يهتدي الإنسان خلاله ويتعلم أثناءه أكثر ما يصدر عنه من سلوك.
فيما بعد. كذلك يلاحظ أن التعلم يشتمل على أنواع متفاوتة. فنحن نتعلم لهجة الحديث، والقدرة على استعمال المسرة، كما نتعلم كيف نثق بأنفسنا أو لا نثق بها ونحن نستمع إلى الناس ونتحدث إليهم.
متى يتعلم الناس؟
أكثر ما يضطرنا إلى التعلم هو أن نجد أن إحدى الحاجات الرئيسية التي نحس بها تتطلب الإشباع. وسوف نرى عند دراستنا للدافع في الفصل السادس أن الدوافع تؤدي إلى القيام بأنواع مختلفة من النشاط من أجل إشباع الحاجات. ومن شأن هذا النشاط أن يتيح الفرصة للتعلم لأنه من طبيعة الكائن الحي أن يميل إلى القيام بالنشاط الذي تبين له في مرات سابقة أنه يؤدي إلى إشباع الحاجة. كذلك لو أن شخصاً سُمّ طريقه معينة في إشباع حاجاته وجعل يتعلم طريقة أخرى، أعني القيام بنوع آخر من النشاط، كان الدافع للتعلم هنا هو إشباع الحاجة أيضاً.
ومن شأن الحاجات التي لم تصادف إشباعاً أنها تخلق لصاحبها نوعاً من المشاكل، أعني أن اضطرار الإنسان للبحث عن وسيلة تُشبَع بها حاجته هو نوع من المشكلة تواجه المتعلم. فالمشكلة هنا إذن متعددة الأنواع: رغبتك مثلاً في فك غطاء القلم المحكم نوع من المشكلة، وعقدك للصلات الودية بينك وبين شخص غيرك مشكلة، وحصولك على أحد الألغاز التي تقرؤها في المجلات مشكلة أيضاً؛ فكل هذه مشاكل يعتبر الوقوف على حلها نوعاً من التعلم. وذلك لأن كل مشكلة من هذه المشاكل تتضمن شيئاً ينبغي للمتعلم القيام به وشيئاً يعطله عن القيام به، والتعلم يتم عندما يتوقف التعطيل أو عندما يفيد الشخص من خبراته السابقة في الوصول إلى أهدافه.
رابط الكتاب
لقراءة الكتاب 👈 اضغط هنا