سيكولوجية التعلم ونظريات التعليم
تفاصيل الكتاب
تأليف : جابر عبد الحميد جابرنشر : دار النهضة العربية
الطبعة : السادسة
سنة النشر : 1982
تقديم الكتاب
يتفق المربون، بغض النظر عن اختلاف اتجاهاتهم، على أن الهدف الأساسي للتعليم هو إعداد الفرد لمواصلة التعلم مدى الحياة. فالتعليم ليس مجرد نقل معلومات أو تجميع معارف، بل هو عملية مستمرة ومتعددة الأبعاد، تهدف إلى تنمية المهارات المعرفية، وتنشيط التفكير النقدي، وبناء اتجاهات إيجابية نحو البحث والتحقيق. فالمتعلم الحقيقي لا يُقاس بمقدار ما تعلّم في المدرسة أو عدد السنوات التي قضاها في الجامعة، بل يُقاس بقدرته على الاستمرار في التطور العقلي والشخصي، واستكشاف الحقائق، والتمييز بين الحق والباطل، دون توقف.ومن هنا، فإن المدرسة الابتدائية تسعى إلى بناء الأساسيات اللغوية والرياضية، وتزويد النشء بالخبرات التي تثير فضولهم الطبيعي وتحفزهم على استكشاف العالم من حولهم. أما المدرسة الثانوية، سواء كانت فنية (صناعية، زراعية، تجارية) أو أكاديمية، فهي مرحلة تحضيرية مهمة؛ حيث تُعدّ التلاميذ لمستقبلهم المهني أو الأكاديمي، وتزويدهم بالمعرفة الأساسية التي تؤهلهم للاندماج في الجامعات والمعاهد العليا.
ومع ذلك، نأمل أن تكون هذه المرحلة التعليمية مصدرًا للإلهام، وأن تُفتح أمام التلاميذ أبواب جديدة للتفكير، وتُقدَّم لهم طرقًا مبتكرة للمعرفة، بحيث يصبح التعلم دافعًا داخليًا للتقدم والتطور، وليس مجرد واجب مدرسي.
إن المعلمين يدركون جيدًا من خبراتهم العملية أن عملية التعليم والتعلم معقدة، ويتطلبون دائمًا تعميقًا في الفهم النفسي والتربوي لمواجهة التحديات اليومية في الفصل الدراسي. لذلك، هناك حاجة ماسة إلى تزويدهم بالمهارات والمعرفة النفسية والسلوكية التي تمكنهم من تحقيق الأهداف التعليمية بكفاءة وفاعلية.
لذلك، يقدم هذا الكتاب مقدمة شاملة في السيكولوجية التربوية، حيث يجمع بين الجانب النظري والتطبيقي. فهو لا يقتصر فقط على عرض المبادئ العامة، بل يوفر أيضًا أساسًا علميًا متينًا لهذه المبادئ، من خلال عرض التجارب العلمية التي أجراها أبرز علماء النفس، وتحليل النظريات التي شكلت الفكر التربوي الحديث.
وقد يكون بعض المعلمين راضين بالمبادئ الجاهزة والحلول السريعة، بينما يسعى آخرون إلى فهم العمليات الداخلية للتعلم، وفهم التصورات النظرية، واستخدام الأساليب العلمية في تطوير مهنة التعليم. هؤلاء المعلمين المتميزين، الذين يتعاملون مع التدريس كمهنة تتطلب تفكيرًا نقديًا وابتكارًا، هم الذين يجدون في هذا الكتاب أداة قيمة لتطوير مهاراتهم وتحفيزهم على التفكير المستقل.
ومن المهم أن نلاحظ أن عرض التعليم كمجموعة من القواعد والمبادئ الواضحة قد يساعد كثيرًا من المعلمين، لكنه قد يحد من إمكانية التفكير الإبداعي لدى البعض الآخر. فالطلاب الموهوبون والمبدعون يحتاجون إلى أكثر من مجرد تطبيق أساليب ثابتة؛ بل يحتاجون إلى فهم عميق للعوامل التي تشكل عملية التعلم، وتوظيف المهارات البحثية والتحليلية لتحسين أدائهم.
لذا، فإن هذا الكتاب يهدف إلى تمكين المعلمين من رؤية التعليم ليس كنظام مغلق، بل كمجال مفتوح للبحث والاستقصاء، يُمكنهم من خلاله تحليل ممارساتهم، ودراسة أدوات التقييم والبحث، وتطوير استراتيجيات تعليمية تُلبي احتياجات الطلاب المختلفة، وتحفّزهم على التفكير النقدي والابتكار المستمر.
رابط الكتاب
لقراءة الكتاب 👈 اضغط هنا