كتاب علم النفس وتكنولوجيا الصناعة

علم النفس وتكنولوجيا الصناعة

تفاصيل الكتاب

تأليف : إبراهيم شوقي عبد الحميد
نشر : دار قباء
سنة النشر : 1998

وصف الكتاب

إن هذا الكتاب يسد ثغرة كبيرة في الثقافة العربية. وتبرز قيمة الكتاب الحالي إذا علمنا أنه قد ساد لفترة طويلة في العالم العربي أن التكنولوجيا الحديثة، إنما تمثل أساساً في المبتكرات المادية للمجتمعات الصناعية المتقدمة، دون اهتمام كافٍ بالعصر البشري أو الجانب النفسي والاجتماعي، وأثره في ظهور وقبول المبتكرات التكنولوجية وحسن استخدامها وتنميتها.

وقد تصور البعض أنه يمكن للعالم العربي أن يدخل عصر التكنولوجيا الحديثة بمجرد إستيراد أدوات هذه التكنولوجيا، إلا أنه بعد المرور بخبرة إستيراد المعدات التكنولوجية بدرجات مختلفة من الكثافة في المجالات المدنية والعسكرية، تبين أنه لا يمكن للأمة العربية أن تستمر مجرد مستوردة لمنتجات التكنولوجيا الحديثة، وأن عليها لكي تأمن على يومها وغدها، أن تحاول إستيعاب أهم مكونات هذه التكنولوجيا، التي تتمثل في المقام الأول في عدد من المتغيرات النفسية والاجتماعية التي تساعد على تقبل التغير التكنولوجي، وتدعم الجهود التي يمكن من خلالها ظهور تكنولوجيا عربية حديثة، تقوم على عدد من الدعائم الأساسية أهمها:

• 1- تنمية اتجاهات نفسية اجتماعية إيجابية نحو التكنولوجيا الحديثة ونحو فوائد التغيير التكنولوجي.
• 2- تنمية الحاجة لمزيد من المعرفة بأسرار التقدم التكنولوجي.
• 3- تنمية سياق نفسي اجتماعي مدعم للتجديد والإبتكار، وللأنشطة البحثية، على أساس أنها تمثل دعائم التقدم التكنولوجي.
• 4- تطوير الخبرات وتدريب الكوادر الوطنية على أنواع الأنشطة التكنولوجية الحديثة.
• 5- تنمية النشاط البحثي، وأنواع الأنشطة التي تغذي التقدم التكنولوجي.
• 6- تنمية أساليب القيادة الفعالة، لفرق البحث العلمي، وزيادة الفعالية التنظيمية والإدارية للمؤسسات العلمية.
• 7- دعم التوافق النفسي والاجتماعي مع عناصر ونتائج ومكونات التكنولوجيا الحديثة.

وتبدو أهمية الكتاب الحالي في أنه محاولة لكشف بعض الأسس الإنسانية [النفسية والنفسية الاجتماعية] التي تقف وراء تقبل التكنولوجيا الحديثة أو رفضها ومقاومتها، بوجه عام، وفي المجتمع العربي بوجه خاص.

وقد قام المؤلف بعرض ومناقشة تعريفات التكنولوجيا وأنواعها ومتطلباتها، كما عرف مفهوم التغير التكنولوجي ودينامياته. إلا أن أهم إسهامات هذا الكتاب تتبدى في كل من:

• 1- عرض ومناقشة مفهوم التوافق النفسي المهني بوجه عام، والتوافق النفسي مع التكنولوجيا بوجه خاص.
• 2- عرض ومناقشة نماذج سوء التوافق مع التكنولوجيا، مع دراسة لأنواعه وأهم الظروف التي تؤدي إلى مقاومة التغير التكنولوجي وسوء التوافق، وانتهي بعرض عدد من التوصيات التي من شأنها أن تعمل على مزيد من التقبل للتكنولوجيا وتزيد من التوافق المهني للعاملين في ظل التغير التكنولوجي.
• 3- إنجاز دراسة ميدانية حول الاتجاهات النفسية الاجتماعية نحو مظاهر التكنولوجيا الحديثة ومصادر إكتسابها وتطويرها وعلاقاتها بالتوافق المهني، لدى عينة من العاملين في قطاعات للعمل تتفاوت من حيث مستوى التقدم التكنولوجي.

وأضاف إلى التراث العربي أربع عشرة مقياساً علمياً جيداً للاتجاه نحو التكنولوجيا، بالإضافة إلى سبعة مقاييس لجوانب التوافق المهني. واستخدم في تحليل بياناته عدداً من الأساليب الإحصائية المتقدمة واستخلص عدداً من النتائج على جانب كبير من الأهمية النظرية والتطبيقية، من أهمها وجود ارتباط منحى بين الاتجاهات نحو التكنولوجيا وكل من التقدم التكنولوجي والعمر والدخل، مما يشير إلى ارتفاع الاتجاهات نحو التكنولوجيا الحديثة في ظل المستوى المتوسط من التقدم التكنولوجي والعمر والدخل. كما حسمت هذه الدراسة أنواعاً من التعارض بين نتائج دراسات سابقة فيما يتصل بالتوافق المهني وعلاقاته بالاتجاهات نحو التكنولوجيا. وانتهي الكتاب بمناقشة أهم المشكلات التي تثيرها الدراسة واقتراح عدد من الحلول لمواجهتها.

وكل ما نرجوه أن يكون هذا الكتاب وأمثاله، إيذاناً باهتمام عربي جاد بتنمية أنواع من السياق النفسي الاجتماعي لتقبل وتمثيل واستيعاب وتنمية التكنولوجيا الصناعية الحديثة،... إلى المشاركة في تطوير وإنتاج تكنولوجيا عربية معاصرة ومتميزة، تعتمد على حسن إستثمار وتنمية الطاقات البشرية والمادية في العالم العربي. 

رابط الكتاب