الجينوم وصعوبات التعلم
شفرة صعوبات التعلم في الحقيبة الوراثية للبشرتفاصيل الكتاب
تأليف : السيد عبد الحميد سليماننشر : عالم الكتب
سنة النشر : 2018
نبذة عن موضوع الكتاب
على الرغم من تمتع ذوي صعوبات التعلم بمستوى ذكاء يتراوح بين المتوسط وفوق المتوسط، وانعدام عوامل حرمان ثقافي أو اجتماعي أو اضطرابات انفعالية حادة، فإن أدائهم التعليمي لا يتناسب مع إمكاناتهم الحقيقية، ولا يوازي ما يحققه أقرانهم من الأفراد العاديين. هذا التناقض جعل العديد من الباحثين، كجودث دولجنز (1986) وكيرك وكالفنت (1984)، يصفون هذه الفئة بـ"المحيرة" أو "ذوي الإعاقة الخفيفة"، نظرًا لتفاوت الأداء بين القدرات الكامنة والتحصيل الفعلي.مع تطور العلوم البيولوجية والطبية، تحول الاهتمام نحو البعد الجيني لفهم أسباب هذه الصعوبات. وبانطلاق مشروع الجينوم البشري (HGP) عام 1990 في الولايات المتحدة، والذي أُنجز بنجاح في 2003، دخلت دراسة صعوبات التعلم حقبة جديدة من البحث الجيني الدقيق. وقد ساهم هذا المشروع في تغيير مفاهيمنا حول الجينوم، من مجرد تسلسل كيميائي إلى "جوهر الإنسانية"، كما أشار كيڤلس وهود (1997)، مشيرين إلى أن الفارق الجيني بين الإنسان والشمبانزي لا يتعدى 1%، ما يبرز الدور المحوري للحمض النووي (DNA) في تحديد الهوية البيولوجية والوظيفية.
أصبح تحليل الحمض النووي مستقبلًا ركيزة أساسية في الرعاية الصحية الوقائية والتشخيصية، ومن المتوقع ظهور تخصصات جديدة مثل "طبيب الجينوم"، الذي يتولى تفسير التركيبة الجينية الفردية وتوقع القابلية للإصابة بالأمراض، بما في ذلك صعوبات التعلم. ورغم التعقيدات المرتبطة بتحديد الجينات المسؤولة عن هذه الصعوبات، فإن تعددات النيوكليوتيدات المفردة (SNPs) تُعد أداة قوية في تسريع البحث العلمي ودقة التشخيص.
إن فهم الشذوذ الجيني أو الوظيفي للبروتينات المرتبطة بالتعلم قد يفتح آفاقًا جديدة للتدخل العلاجي والعلاجي الوقائي، بل وتحسين عمليات التعلم لدى هذه الفئة. ومع انتشار صعوبات التعلم بنسبة تتراوح بين 1-3% من السكان عالميًا، وفقًا لدراسات سابقة، تبرز الحاجة الملحة إلى بحوث تكاملية بين التخصصات العلمية والتربوية والطبية.
لهذا، يكتسب هذا الكتاب أهميته من خلال دعوته إلى تجاوز التخصصات المنعزلة، وتعزيز التعاون البحثي متعدد التخصصات لفهم أعمق لطبيعة صعوبات التعلم، ووضع حلول فعّالة تخدم الأفراد والمجتمعات، خصوصًا في السياقات العربية النامية التي تسعى إلى بناء أنظمة تعليمية شاملة ومستندة إلى الأدلة العلمية.
صعوبات التعلم ليست ناتجة عن نقص في الذكاء أو البيئة، بل قد تكون مرتبطة بشذوذ جيني دقيق. ومع تقدم علم الجينوم، تلوح في الأفق فرص غير مسبوقة لفهم أسبابها وعلاجها، شريطة تضافر الجهود العلمية والتعليمية والصحية.
رابط الكتاب
لقراءة الكتاب 👈 اضغط هنا