التعلم النشط
تفاصيل الكتاب
تأليف : رمضان مسعد بدوينشر : دار الفكر
سنة النشر : 2010
نبذة عن موضوع الكتاب
شهد العقد الماضي اهتمامًا متزايدًا بين معلمي التعليم العام والجامعي بأساليب التدريس الحديثة، لا سيما تلك المنضوية تحت مظلة "التعلم النشط" و"التعلم التعاوني". ومع هذا الانتشار، لا يزال سوء الفهم والتردد يسيطران على تطبيق هذه المقاربات في الفصول الدراسية، حيث يظل الأسلوب المحاضري التقليدي السائد في الغالبية العظمى من البيئات التعليمية.تُظهر الدراسات أن السبب الجوهري لهذا التردد يكمن في اعتبار التعلم النشط بديلاً حادًا للمحاضرة، بينما الحقيقة أنه يُعدّ تحسينًا لها، لا استبدالًا. فالمحاضرة تظل وسيلة فعّالة لنقل المعلومات، لكن الاعتماد المفرط عليها يُفقِد التعلم بعده التفاعلي، ويُعرض العملية التعليمية للجمود من حيث الفهم والاستيعاب العميق.
التعلم النشط، في جوهره، هو عملية بناء المعرفة من خلال الانخراط الفعّال من قبل المتعلم. فهو لا يقتصر على الاستماع السلبي، بل يمتد ليشمل القراءة، والكتابة، والنقاش، وحل المشكلات، والتفكير التحليلي والنقدي. ويشجع هذا النهج المتعلمين على التفاعل مع المحتوى، وتطبيقه في سياقات واقعية، وتحمل المسؤولية عن تعلمهم.
في هذا السياق، لا يدعو الداعون إلى التعلم النشط إلى التخلي عن المحاضرة، بل إلى دمجها مع أنشطة تفاعلية تُحفّز التفكير الراقي، مثل التمارين القصيرة، ومناقشات المجموعات، وتحليل الحالات الدراسية. وقد أثبتت الأدلة البحثية أن هذه الممارسات تعزز الاحتفاظ بالمعرفة، وتطور المهارات العليا، وترفع من مستوى التحفيز لدى الطلبة.
باختصار، لا ينبغي النظر إلى التعلم النشط كمنافس للمحاضرة، بل كشريك استراتيجي يُكملها ويُثريها. والمهمة الأساسية تقع على عاتق المعلمين في توظيف كلا الأسلوبين بذكاء، بحيث تصبح المحاضرة نقطة انطلاق، والتعلم النشط هو السبيل لتحويل المعرفة إلى فهم حقيقي وتطبيقي.
رابط الكتاب
لقراءة الكتاب 👈 اضغط هنا
التحميل غير متاح حفاظا على حقوق دار النشر