تعليم ذوي صعوبات التعلم
تفاصيل الكتاب
تأليف : عادل محمد العدلنشر : عالم الكتب
سنة النشر : 2016
نبذة عن الكتاب
تُعد صعوبات التعلم من القضايا التربوية والنفسية المعقدة التي تؤثر بشكل مباشر على أداء الطفل المدرسي وقدرته على التفاعل الاجتماعي والعقلي. وتنبع هذه الصعوبات من مجموعة متنوعة من العوامل، التي تبدأ من البيئة المنزلية وتصل إلى طبيعة الممارسات التعليمية داخل الفصل الدراسي. فالأطفال الذين يعيشون في بيئات مُحبة وداعمة يمتلكون فرصاً أكبر لتنمية شخصياتهم بثقة، بينما يعاني من يفتقرون إلى هذه الدعم من صعوبات في التكيف والتعلم، نتيجة الإهمال أو ضغوط نفسية واجتماعية.ومن بين المؤشرات التي تُبرز وجود صعوبات تعلم، بطء معدل التعلم، وعدم القدرة على توظيف المعلومات المكتسبة، وصعوبة في القراءة والكتابة والحساب، إضافة إلى ضعف المهارات الاجتماعية وقلة النضج مقارنة بالأقران. وتشير الدراسات إلى أن صعوبات التعلم ليست مرادفاً للإعاقة أو التخلف الذهني، بل هي حالة تتطلب أساليب تدريس خاصة وتشخيص دقيق يُحدد طبيعة المشكلة ويعمل على معالجتها.
وتتنوع تصنيفات صعوبات التعلم، فمنها ما يتعلق بالمهارات الأكاديمية الأساسية مثل القراءة والكتابة والحساب، ومنها ما يرتبط بالوظائف المعرفية كالانتباه والإدراك والذاكرة واللغة. ومن هنا تظهر أهمية التشخيص المبكر واعتماد منهجية تعليمية تتناسب مع خصائص كل حالة، وهو ما يتطلب تعاوناً بين فريق من الأخصائيين النفسيين والتربويين والمعلمين.
ومن الجدير بالذكر أن مفهوم صعوبات التعلم يختلف من مرحلة عمرية إلى أخرى، ويحتاج إلى إعادة النظر في ضوء التطورات المعرفية والنفسية للطالب. كما أن فهم عملية "تجهيز المعلومات" لدى الطفل يُعد مفتاحاً لتحديد استراتيجيات التعلم المناسبة، إذ يُلاحظ أن الأطفال المصابين بصعوبات تعلم يستخدمون استراتيجيات غير فعالة، مما يعيق تقدمهم الأكاديمي ويُضعف قدرتهم على التكيف.
وأخيراً، فإن مواجهة صعوبات التعلم تتطلب تطويراً في تصميم العملية التعليمية، واعتماد استراتيجيات تدريس ملائمة، وتوفير بيئة تربوية داعمة، إضافة إلى إعداد معلمين متخصصين قادرين على فهم هذه الفئة ومساعدتها على تحقيق إمكاناتها الكاملة. ومن هنا تأتي أهمية الكتاب في تناوله الشامل لهذه القضية عبر فصوله الأربعة، التي تتناول التصميم التعليمي، واستراتيجيات التدريس، والبدائل التربوية، ودور المعلم في هذا السياق.