كتاب الأنشطة الحسية وفق منهج منتسوري

الأنشطة الحسية وفق منهج منتسوري

تفاصيل الكتاب

إعداد : إبراهيم الشناوي
نشر : دار الصحابة للتراث
سنة النشر : 2017

نيذة عن موضوع الكتاب

يلعب الجانب الحسي دورًا محوريًّا في تطور الطفل منذ ولادته، وهو ما أدركه ماريا مونتيسوري جيدًا حين ركزت على الأنشطة الحسية باعتبارها حجر الأساس لتنمية الإدراك والتفكير لدى الأطفال. ففي منهج مونتيسوري، لا يُنظر إلى الحواس كأدوات بسيطة للشعور فقط، بل كجسور تربط الطفل بالعالم من حوله وتساعده على فهمه واكتشافه بطريقة منظمة ومدروسة.

ما هي الأنشطة الحسية في منهج مونتيسوري؟

الأنشطة الحسية هي مجموعة من التمارين التعليمية المصممة خصيصًا لتحفيز الحواس الخمس (البصر، السمع، اللمس، الشم، الذوق)، وتهدف إلى تنمية القدرة على التمييز والمقارنة والتصنيف بين الأشياء. هذه الأنشطة تعتمد على أدوات وأجهزة مونتيسورية المعروفة مثل الأبراج الحسية، والأقراص الصوتية، والمكعبات الحرارية، وغيرها، والتي تم تصميمها لتكون ذات ضبط ذاتي للخطأ، مما يسمح للطفل بالتعلم من خلال التجربة والخطأ بشكل مستقل.

أهمية الأنشطة الحسية في مرحلة الطفولة المبكرة

يعتقد منهج مونتيسوري أن الطفل في السنوات الأولى من عمره يمر بمرحلة "الفترة الحساسة للإدراك الحسي"، حيث يكون عقله قادرًا على استيعاب المعلومات الحسية بدقة عالية. ومن هنا تأتي أهمية تقديم مواد تعليمية تتناسب مع هذه المرحلة لتعزيز المهارات الإدراكية والمعرفية ، وبناء أساس قوي للتفكير المنطقي والرياضي في المستقبل.

على سبيل المثال، استخدام المواد التي تساعد الطفل على التمييز بين الألوان أو الأحجام أو الأوزان، لا يعزز فقط مهارات التصنيف والمقارنة، بل يساهم أيضًا في إعداد العقل للرياضيات من خلال فهم العلاقات الكمية والنوعية.

خصائص الأنشطة الحسية في الفصل المونتيسوري

• التدريج والترتيب : تقدم المواد الحسية بطريقة متدرجة من البسيط إلى المعقد، مما يسهل على الطفل عملية التعلم.
• التركيز على الاستقلالية : تشجع الأنشطة الطفل على العمل بمفرده، وتطوير ثقته بنفسه وقدرته على اتخاذ القرار.
• التفاعل الحسي المباشر : تعتمد الأنشطة على اللعب اليدوي والتجريب العملي، بعيدًا عن الحفظ والتلقين.
• التكامل مع مجالات أخرى : ترتبط الأنشطة الحسية بمجالات اللغة والحركة والحياة العملية، مما يحقق توازنًا في نمو شخصية الطفل.

إن الأنشطة الحسية في منهج مونتيسوري ليست مجرد ألعاب أو تسلية للأطفال، بل هي عمليات تربوية مدروسة تهدف إلى بناء عقل مفكر، وشخصية واعية قادرة على التحليل والاستنتاج. من خلال توفير بيئة غنية بهذه المواد والأنشطة، يُمكننا مساعدة الطفل على اكتساب المهارات الأساسية التي ستنعكس إيجابيًّا على تعلمه طوال حياته.

رابط الكتاب