كتاب أصول التربية

أصول التربية

مقاربات فلسفية معاصرة في سياقات التحول والابتكار التعليمي

تفاصيل الكتاب

تأليف : علاء عبد الخالق حسن المندلاوي
نشر : دار السرد
سنة النشر : 2025

وصف الكتاب

يهدف هذا الكتاب إلى معالجة فجوة معرفية عن طريق تقديم تحليل سهل ومبسط لأصول التربية من منظور فلسفي. كما يربط هذه الأصول بالتحديات والفرص التي يواجهها التعليم في عصرنا الحالي. لا يقتصر الكتاب على كونه نظرياً فقط، بل يمثل دعوة إلى التفكير النقدي والبحث المستمر، وإعادة تقييم المسلمات التربوية التي اعتقدها بها لمدة طويلة. نأمل أن يكون هذا الكتاب مرجعاً قيماً للباحثين، والمعلمين، وصناع القرار، وكل من يهتم بمستقبل التعليم في العالم العربي، وأن يلهِمهم لتطوير رؤى تعليمية مبتكرة تعكس تطلعات مجتمعاتنا، وتؤهل الأجيال لبناء مستقبل أفضل.

يستعرض الكتاب عدة محاور رئيسة لتحقيق هدفه، حيث يبدأ بتعرّيف المفاهيم والمصطلحات الأساسية المرتبطة بأصول التربية. ثم ينتقل إلى تحليل الفلسفات التربوية الكبرى وتطبيقاتها العملية، مع التركيز على الفلسفات التي أثرت على نحو ظاهر على الفكر التربوي العالمي، مثل الفلسفة المثالية، والواقعية، والبراغماتية، والوجودية. كما يناقش الكتاب العلاقة التفاعلية بين التربية والمجتمع، وكيف تؤثر التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية على طبيعة التعليم وأهدافه. ولا يغفل الكتاب الجانب التاريخي، حيث يقدم نظرة عامة عن تطور الفكر التربوي عبر العصور مع التركيز على المحطات الرئيسية التي شكلت مسيرة التعليم.

يتناول الكتاب بنحو عميق دور المعلم في العملية التعليمية، حيث يعد المعلم ليس فقط ناقلاً للمعلومات، بل أيضاً ميسراً لعملية التعلم، ومحفزاً للتفكير، ومرشداً للقيم. ومن ثم، يركز الكتاب على أهمية تطوير مهارات المعلمين وتأهيلهم لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين. كما يناقش قضايا المناهج الدراسية، ويستعرض كيفية تصميم مناهج مرنة ومبتكرة تلبي احتياجات المتعلمين المختلفة، وتعددهم للحياة والعمل في بيئة متغيرة. فضلاً عن ذلك، يؤكد الكتاب على أهمية التقويم التربوي كأداة تعزز التعلم وتحسين من الممارسات التعليمية، عوضاً عن أن يكون مجرد وسيلة لتصنيف الطلبة.

فضلاً عن ذلك، يتناول الكتاب قضايا معاصرة مثل التعليم الرقمي، والذكاء الاصطناعي في التعليم، ودور التكنولوجيا في إحداث تحول في العملية التربوية. فالتكنولوجيا ليست مجرد أداة، بل هي قوة دافعة للتغيير، يمكن أن تفتح آفاقاً جديدة للتعلم، وتوفر فرصاً غير مسبوقة للوصول إلى المعرفة. ولكن في الوقت ذاته، تطرح التكنولوجيا تحديات جديدة، تتطلب منا التفكير بعمق في أخلاقيات استخدامها، وكيف يمكننا أن نضمن أن تكون في خدمة الإنسان، لا أن تكون عائقاً أمام تطوره.

هذا الكتاب لا يدعي أنه يمتلك الحقيقة المطلقة، بل يسعى لفتح حوار بناء حول جذور التربية. ندعو القراء للمشاركة في هذا النقاش، وطرح أسئلة جديدة، والبحث عن إجابات مبتكرة. التحديات التي يواجهها التعليم اليوم تتطلب منا جميعاً أن نكون جزءاً من الحل، ونتعاون لبناء مستقبل تعليمي أفضل للأجيال القادمة. نأمل أن يكون هذا الكتاب بمثابة شرارة تضيء الطريق أمام الباحثين والتربويين، وأن يلهِمهم للتفكير بطرائق مبتكرة واقتراح حلول إبداعية للمشكلات المعقدة في التعليم المعاصر. إن رحلة التربية مستمرة، وهذا الكتاب يمثل محطة في هذه الرحلة، وندعوكم إلى الانضمام إليها.

رابط الكتاب