كتاب البحث التربوي وكتابة الرسائل الجامعية

يُعد البحث العلمي من الركائز الأساسية التي تساهم في تحسين معيشة الإنسان وترقية حياته على هذه الأرض. أصبح البحث العلمي اليوم مؤشراً مهماً على التقدم والنماء، وأداة فاعلة للتقوم والتطوير والمراجعة. ولذلك، لجأت المؤسسات والشركات، سواء كانت أهلية أو حكومية، إلى إنشاء المراكز والوحدات التي تعنى بتقديم الاستشارات وإجراء البحوث والدراسات بأنواعها المختلفة. وإذا كانت الأهمية الكبرى للبحث العلمي تتجلى في مختلف مجالات الحياة، فإن أهميته في مجال التربية - الذي يركز على الإنسان كموضوع وهدف أساسي - تبدو أكثر وضوحاً وأشد إلحاحاً.

فالبحث التربوي يلعب دوراً محورياً في التعاطي مع المشكلات التربوية وتخصيصها بدقة، واقتراح الحلول الناجعة لها. كما أن القرار التربوي حتى يُطمئن إليه ويكتسب الثقة والقبول، فإنه يجب أن يستند إلى نتائج البحث التربوي. وإلا بقي يتحرك في دائرة الشك والقصور.

لأن البحث التربوي صناعة من جملة الصنائع، ينبغي أن يتعرف الباحثون على قواعده وأصوله، وأن يتمكنوا من مهاراته وفنونه. وهذه المهمة الكبرى تُناط بالباحثين والدارسين في المؤسسات التربوية عموماً، وفي مقدمتها الجامعات والكليات والمعاهد التي تحتوي برامج وأقساماً متخصصة في هذا المجال.

بناء الكتاب
يأتي هذا الكتاب كمساهمة نوعية وعميقة في مجال الدراسات العليا، حيث يقدم محتوى متميزاً ومفيداً للباحثين في مجال البحث التربوي. يقع الكتاب في خمسة فصول، وكل منها يتناول موضوعاً مهماً في إطار البحث التربوي:

الفصل الأول: نبذة عن البحوث العلمية والتربوية
يبدأ الفصل الأول بتقديم تعريف شامل للبحث العلمي، ومفهوم العلم والبحث العلمي، والعلاقة بين البحث التربوي والبحث العلمي. كما يسلط الضوء على أهمية البحث التربوي وواقعه في الرسائل الجامعية، والعوامل المؤثرة فيه. وفي نهاية الفصل، يناقش الصعوبات التي تواجه البحث التربوي، والمكانة التي تحتلها القيم في منظومته.

الفصل الثاني: مناهج البحث التربوي وأساليبه
يعرض الفصل الثاني تصنيف مناهج البحث التربوي بالتفصيل، بما في ذلك:

• المنهج التاريخي: الذي يعتمد على دراسة الماضي للتعرف على الحاضر.
• المنهج الوصفي: الذي يهدف إلى وصف الظواهر دون تفسيرها.
• المنهج التجريبي: الذي يعتمد على التجارب والاختبارات لاستكشاف العلاقات السببية.
• كما يوضح الفصل طبيعة استخدام هذه المناهج، وشروط اختيارها، وأساليبها المختلفة.

الفصل الثالث: كيفية إعداد خطة البحث
يتناول الفصل الثالث الخطوات المتسلسلة لإعداد خطة البحث، بدءاً من تحديد مشكلة البحث وبيان حدودها، مروراً بكيفية تحديد فرضيات البحث وأهدافه وأهميته، وانتهاءً ببيان الأساليب والإجراءات المتبعَة فيه. كما يتحدث عن كيفية كتابة الإطار النظري، وعرض الدراسات السابقة والإفادة منها.

الفصل الرابع: تصميم أدوات البحث وإجراءاته
يخصص الفصل الرابع للحديث عن تصميم أدوات البحث وإجراءاته، بدءاً بجمع المعلومات المتعلقة بالجانب النظري، وتدوين البيانات عن المصادر وقراءتها وجمع المعلومات منها. ثم ينتقل إلى شرح كيفية بناء الأدوات التي يستعين بها الباحث لجمع البيانات، مثل:

• الامتحان.
• الاستبانة.
• المقايسات.
• بطاقة تحليل المحتوى.
• بطاقة الملاحظة.

كما يتحدث الفصل عن إجراءات صدق الأداة وثباتها، وكيفية اختيار العينة.

الفصل الخامس: كتابة تقرير البحث
يختتم الكتاب بالفصل الأخير، الذي يتناول كيفية كتابة تقرير البحث. يشمل هذا الفصل عدة جوانب مهمة، منها:

• كتابة العنوان.
• الأسلوب اللغوي.
• قواعد استخدام الترقيم والهمزة والعدد.
• الاقتباس والتوثيق.
• الجدوال والأشكال والملاحق.
• أساليب كتابة البيانات في قائمة المصادر والعوامل المؤثرة في وضعها.
• الأساليب المفضلة لذلك.

مميزات الكتاب
يتميز هذا الكتاب بمجموعة من المزايا التي تجعله مرجعاً مهماً للباحثين في مجال البحث التربوي، ومن أبرز هذه المزايا:

• التوجه المباشر إلى طلبة الدراسات العليا: يركز الكتاب على تقديم نصائح عملية ومتسلسلة تأخذ بيد الباحث من لحظة اختيار مشكلة البحث وحتى كتابة تقريره النهائي.
• الوضوح والسهولة: يمتاز الكتاب بأسلوبه الواضح والسهل، بعيداً عن الإيجاز المخل أو التطويل الممل.
• الحداثة والوفرة: يحتوي الكتاب على مادة حديثة ومراجع وافية، مما يجعله مصدراً موثوقاً للباحثين.
• الخبرة العملية والنظرية: كتب المؤلف، وهو من أعلام التربية الإسلامية الرواد، بناءً على خبرته الطويلة في مجال البحث التربوي، والتي تزيد على خمسة عشر عاماً.

يُعتبر هذا الكتاب مساهمة قيمة في مجال البحث التربوي، حيث يقدم معلومات دقيقة وعملية تساعد الباحثين على إعداد رسائلهم الجامعية بشكل علمي ومهني.

رابط الكتاب 

لقراءة الكتاب 👈 اضغط هنا