اللاوعي - كيف يتحكم عقلك اللاواعي في سلوكك
تفاصيل الكتاب
تأليف : ليونارد ملودينوترجمة : الناشر
نشر : مكتبة جرير
سنة النشر : 2024
شراءة الكتاب : من هنا
تُعد الحكاية التي رواها الفيلسوف والمنطقي الأمريكي "تشارلز ساندرز بيرس" عام 1879 مثالًا حيًّا على هذا التأثير. عندما سُرقت ساعته الذهبية خلال رحلة بحرية من بوسطن إلى نيويورك، لم يكتفِ بالتحقيق المنطقي مع أفراد الطاقم، بل اتخذ خطوة غير متوقعة: خمن هوية السارق. لم يكن لديه أدلة ملموسة، ولا استنتاج منطقي يُعتمد عليه، وإنما شعور داخلي غامض، أو ما قد نسميه اليوم "حدسًا"، نابعًا من طبقة لاإدراكية داخل نفسه.
ما يثير الاهتمام ليس فقط هذا التصرف الذي يخلو من البراهين، بل إصرار بيرس على صحته بعد ثوانٍ من تخمينه، وكأن الحدس قد حوَّل الشك إلى يقين في لحظة. ويصف هو نفسه التجربة قائلاً: "لقد كنت أسير في مثل حلقة مفرغة، ولم يستغرق الأمر مني دقيقة، وبمجرد أن التفتُّ إليهم انزاحت غمامة الشك من ذهني."
هذه القصة تُظهر كيف يمكن للعقل اللاواعي أن يعمل بصمت، ليجمع المعلومات المتناثرة، ويقدم لنا استنتاجات غير مبررة عقلانيًّا، لكنها مؤثرة ومُقنعة. وهذا ما يجعل من دراسة اللاوعي مهمةً ليست فلسفية فحسب، بل عملية أيضًا، إذ إن لها تأثيرًا مباشرًا في كيفية اتخاذ القرارات، سواء في الحياة اليومية أو في المجالات العلمية والفكرية.
وبالتالي، فإن فهم العمق الداخلي للنفس البشرية، كما رصده يونج وبرهن عليه بيرس في واقعة ملموسة، يفتح أمامنا أبوابًا جديدة لفهم الذات، ويدفعنا إلى إعادة النظر في الطريقة التي نعتبر فيها الحدس واللاوعي مجرد أدوات ثانوية في المعالجة الإنسانية للمعطيات.
نبذة عن موضوع الكتاب
في عمق وعينا البشري تكمن قوى لا نراها، لكنها توجه مساراتنا وتُشكِّل اختياراتنا. يقول كارل يونج: "قد يبدو أن تلك العناصر اللاواعية الكامنة خلف كل شيء نمر به تحمل تأثيرًا ضئيلًا للغاية في حياتنا اليومية، ولكنها تمثل الأساس الخفي لمعظم خواطرنا الواعية." هذه الجملة ليست مجرد تأمل فلسفي عميق، بل هي انعكاس لحقيقة نفسية يعيشها الإنسان يوميًا، دون أن يدرك تمامًا مدى تأثيرها على سلوكه.تُعد الحكاية التي رواها الفيلسوف والمنطقي الأمريكي "تشارلز ساندرز بيرس" عام 1879 مثالًا حيًّا على هذا التأثير. عندما سُرقت ساعته الذهبية خلال رحلة بحرية من بوسطن إلى نيويورك، لم يكتفِ بالتحقيق المنطقي مع أفراد الطاقم، بل اتخذ خطوة غير متوقعة: خمن هوية السارق. لم يكن لديه أدلة ملموسة، ولا استنتاج منطقي يُعتمد عليه، وإنما شعور داخلي غامض، أو ما قد نسميه اليوم "حدسًا"، نابعًا من طبقة لاإدراكية داخل نفسه.
ما يثير الاهتمام ليس فقط هذا التصرف الذي يخلو من البراهين، بل إصرار بيرس على صحته بعد ثوانٍ من تخمينه، وكأن الحدس قد حوَّل الشك إلى يقين في لحظة. ويصف هو نفسه التجربة قائلاً: "لقد كنت أسير في مثل حلقة مفرغة، ولم يستغرق الأمر مني دقيقة، وبمجرد أن التفتُّ إليهم انزاحت غمامة الشك من ذهني."
هذه القصة تُظهر كيف يمكن للعقل اللاواعي أن يعمل بصمت، ليجمع المعلومات المتناثرة، ويقدم لنا استنتاجات غير مبررة عقلانيًّا، لكنها مؤثرة ومُقنعة. وهذا ما يجعل من دراسة اللاوعي مهمةً ليست فلسفية فحسب، بل عملية أيضًا، إذ إن لها تأثيرًا مباشرًا في كيفية اتخاذ القرارات، سواء في الحياة اليومية أو في المجالات العلمية والفكرية.
وبالتالي، فإن فهم العمق الداخلي للنفس البشرية، كما رصده يونج وبرهن عليه بيرس في واقعة ملموسة، يفتح أمامنا أبوابًا جديدة لفهم الذات، ويدفعنا إلى إعادة النظر في الطريقة التي نعتبر فيها الحدس واللاوعي مجرد أدوات ثانوية في المعالجة الإنسانية للمعطيات.
رابط الكتاب
لقراءة الكتاب 👈 اضغط هنا