سيكولوجية الطفولة في الحضانات ورياض الأطفال
تفاصيل الكتاب
تأليف : نبيل عبد الهادي - فاتنة الصاحبنشر : منشورات بيت المقدس
سنة النشر : 2002
نبذة عن موضوع الكتاب
تلعب المرحلة العمرية المبكرة من حياة الإنسان، وخاصةً في سن الحضانة ورياض الأطفال (من الولادة حتى السادسة من العمر)، دورًا محوريًا في تشكيل شخصية الطفل وتطوره العاطفي والاجتماعي والعقلاني. يُعد هذا العمر مرحلة بناء أساسيات الشخصية، حيث يتكون خلالها الإدراك الأولي للعالم الخارجي، وتبدأ ملامح الهوية الفردية في التشكل.تتميز هذه المرحلة بسرعة النمو العصبي والعقلي، مما يجعل الطفل أكثر قابلية للتأثر بالبيئة المحيطة. ومن هنا تأتي أهمية الدور الذي تلعبه الحضانات ورياض الأطفال، باعتبارها أول مؤسسة تعليمية يتفاعل معها الطفل خارج إطار الأسرة. فهذه المؤسسات ليست فقط أماكن لرعاية الأطفال أو إعدادهم للمدرسة، بل هي بيئات نفسية اجتماعية تؤثر بشكل مباشر على تطورهم النفسي.
من الناحية النفسية، يحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى الشعور بالأمان العاطفي والاستقرار، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال علاقات صحية مع المربيين والمعلمين والأقران. العلاقة الآمنة بين الطفل ومربّيه تسهم في بناء ثقة داخلية لدى الطفل، وتعزز شعوره بالاستقلالية وحب الاستكشاف. كما أن التفاعل الاجتماعي مع الأقران يُعد عاملاً مهماً في تنمية المهارات الاجتماعية مثل المشاركة، التعاطف، والتعاون.
ومن ناحية أخرى، فإن البيئة التعليمية يجب أن تكون محفزة ومرنة، تتسم بالإبداع والتنوع، بحيث تلبي الاحتياجات الفردية المتباينة للأطفال. فالطفل لا يتعلم فقط بالمعرفة النظرية، بل من خلال اللعب والحركة والتجربة المباشرة، وهي أدوات فعالة لتنمية القدرات الإدراكية والحركية واللغوية.
وبالتالي، فإن فهم سيكولوجية الطفولة وتطبيقه في بيئة الحضانات ورياض الأطفال ضرورة تربوية. ويجب أن يرتكز هذا الفهم على مبادئ علم النفس النمو، والتربية الطفولية المبكرة، بهدف توفير بيئة آمنة ومحفزة تدعم كل جوانب نمو الطفل: العاطفية، الاجتماعية، المعرفية، والحركية.
إن الاستثمار في صحة الطفل النفسية منذ الصغر هو استثمار في مستقبل المجتمع. ومن ثم فإن تأهيل الكوادر التربوية، وتطوير برامج رياض الأطفال بما يتناسب مع المراحل النفسية للنمو، يُعد خطوة أساسية نحو بناء أفراد متوازنين قادرين على مواجهة تحديات الحياة بثقة وإبداع.
رابط الكتاب
لقراءة الكتاب 👈 اضغط هنا