المنظور البيوعصبى للوعي
تفاصيل الكتاب
تأليف : عادل عوضنشر : دار الجامعة الجديدة
سنة النشر : 2011
مقدمة الكتاب
إننا نملك كل ما يمكن تخيله من تعقيد العمليات العصبية الدماغية، فإذا نظرنا إلى الجهاز العصبي وجدناه أحد موضوعات علم وظائف الأعضاء (الفسيولوجيا) بصفة عامة، حيث إنه يهتم ببحث العلاقة بين العمليات البيولوجية والسلوك، ويدرس وظائف الجهاز العصبي والعديد السماء التي تؤثر في السلوك والوعي... إلخ.ولدي علماء الأعصاب المعرفيين بعض الفهم للآليات والمواقف الفسيولوجية المرتبطة بالخبرات الوعيية، ويكونون قادرين على تقديم بعض التفسيرات التمهيدية لكيف يكون المخ باعثاً للاِدراك، الذاكرة، الانعكاس الذاتي، الأحلام، والإنتباه، الذي يعد مطلوباً لتسجيل خبرة وعيية.
تحتوي دماغ الإنسان البالغ على أكثر من مائة بليون عصبون، وتتصل العصبونات بعضها ببعض بشكل يمكن العقل من التمتع بخصائصه المختلفة، كالذاكرة، الإدراك، التفكير، والوعي... إلخ. ومن ثم فإن الدماغ يبذل جهداً خارقاً لإيجاد الوعي، إنه يجمع معًا كل المدخلات الحسية عن العالم لكي يقدم لنا صورة منسجمة عما يحدث حولنا.
والمقصود بالوعي ملكة الإحساس التي يتقاسمها معنا الكائنات الأخرى؛ فالوعي ينتشر بدرجات متفاوتة بين الكائنات الحية بدءاً من الأميبا حتى الإنسان، وأهم ما في الوعي أن نكون على وعي بهويتنا الشخصية، فالإنسان الكائن الوحيد الذي يتميز بوعي الذات، وهي تلك السمة الأساسية التي تجعل الإنسان قادراً على الإرتداد إلى ذاته، وإدارتها. إن الوعي يعني الاختيار، وقدرة الإنسان على إصدار الأحكام، إتخاذ القرارات، حل المشكلات، وتمكين القدرة الإبداعية.
وقد اهتم علماء الأعصاب النظريون بتقنيات الكيفية التي يفسر بها المخ المادي الوعي، الذي يعد أعمق جوانب العقل وأكثرها إرباكاً، ومن ثم اهتموا بالعلاقة بين العقل والمخ، فللعقل علاقة حتمية ببعض نواحي سلوك المخ. عموماً فإن علم الأعصاب قادر على كشف طبيعة المتعلقات العصبية للوعي.
وقد اهتم علماء الأعصاب النظريون بتقنيات الكيفية التي يفسر بها المخ المادي الوعي، الذي يعد أعمق جوانب العقل وأكثرها إرباكاً، ومن ثم اهتموا بالعلاقة بين العقل والمخ، فللعقل علاقة حتمية ببعض نواحي سلوك المخ. عموماً فإن علم الأعصاب قادر على كشف طبيعة المتعلقات العصبية للوعي.
ويعتبر التنوع المطلق للخلايا العصبية هو الذي يسبب الوعي، فليس ثمة خلية عصبية واحدة مسؤولة عن الوعي، فوظيفة بعض الخلايا العصبية في المخ هي إيجاد الوعي، إذن لا يوجد مركز واحد يحدث فيه الوعي، بل مراكز عدة. أيضاً الوعي حالة من اليقظة العقلية التي تكون فيها كل الموضوعات المنتقاة متوافقة مع الأحكام الخاصة، أو إلى إدراك المثيرات من البيئة الخارجية أو من الجسم. إن الحالات الوعيية تسببها كلبا عمليات نيروبيوولوجية في الدماغ.
وليس الوعي إلا ظاهرة مصاحبة تنشأ من الحالات والعمليات المعقدة الخاصة بالمخ، فهناك خلايا عصبية محددة في الدماغ مسؤولة عن الوعي، لأن تدمير هذه الخلايا أو إضرار بها قد يضعف الوعي. وثمة بعض الاضطرابات العصبية النفسية المختلفة للوعي التي تنشأ عن إصابة تلف المخ مثل العمى، البقعة العمياء، والمشي أثناء النوم... إلخ، فمثلاً الشخص الغارق في النوم أو الواقع تحت تأثير مخدر لديه حد أدنى من الموت.
وتحدث السكتة الدماغية خللاً في طبيعة الوعي، ومن ثم يستخدم الوعي بطريقتين، فهو يمكن أن يشير إلى خبرة الدراسة الذاتية، كأن يكون المرء دارياً بالمناظر والأصوات والروائح التي تكون الخبرة الذهنية، ونسمي هذه الدراسة الوعيية، والتي يتمتع بها كل منا، وهذا يعني أننا على دراية بإدراكنا الحسية، أفكارنا، ذكرياتنا، وأفعالنا، ولذلك يمكننا جميعاً أن نفهم المقصود بمصطلح الوعي بوصفه خبرة ذاتية، ويمكن أن يشير الوعي أيضاً إلى الأفكار التأملية، كأن يبحث المرء في الدوافع، أو يتذكر خبرات الماضي، أو يبحث في حلول لمشاكل، أو يستدل على أسباب الأطرادات في الطبيعة، ويسمى هذا الوعي التأملي.
ويثير هذا البحث مجموعة من التساؤلات التي تبرز أمامنا :
وليس الوعي إلا ظاهرة مصاحبة تنشأ من الحالات والعمليات المعقدة الخاصة بالمخ، فهناك خلايا عصبية محددة في الدماغ مسؤولة عن الوعي، لأن تدمير هذه الخلايا أو إضرار بها قد يضعف الوعي. وثمة بعض الاضطرابات العصبية النفسية المختلفة للوعي التي تنشأ عن إصابة تلف المخ مثل العمى، البقعة العمياء، والمشي أثناء النوم... إلخ، فمثلاً الشخص الغارق في النوم أو الواقع تحت تأثير مخدر لديه حد أدنى من الموت.
وتحدث السكتة الدماغية خللاً في طبيعة الوعي، ومن ثم يستخدم الوعي بطريقتين، فهو يمكن أن يشير إلى خبرة الدراسة الذاتية، كأن يكون المرء دارياً بالمناظر والأصوات والروائح التي تكون الخبرة الذهنية، ونسمي هذه الدراسة الوعيية، والتي يتمتع بها كل منا، وهذا يعني أننا على دراية بإدراكنا الحسية، أفكارنا، ذكرياتنا، وأفعالنا، ولذلك يمكننا جميعاً أن نفهم المقصود بمصطلح الوعي بوصفه خبرة ذاتية، ويمكن أن يشير الوعي أيضاً إلى الأفكار التأملية، كأن يبحث المرء في الدوافع، أو يتذكر خبرات الماضي، أو يبحث في حلول لمشاكل، أو يستدل على أسباب الأطرادات في الطبيعة، ويسمى هذا الوعي التأملي.
ويثير هذا البحث مجموعة من التساؤلات التي تبرز أمامنا :
- ما طبيعة الوعي وما وظيفته وما هي درجاته وحالاته، ولماذا نمتلك وعياً؟ هل الوعي ظاهرة مركزية؟ هل ثمة مكان محدد يحدث فيه؟ وهل المخ المسئول عن الوعي أم العقل؟ أو هل الوعي مستمر متصل على الدوام أم متقطع، بمعنى هل ثمة عمليات دماغية تحدث الوعي وتسببه؟ ما هي أنواع السلوك التي تجعل الوعي ممكناً، أو هل يمكن توفير مناخ بيولوجي يحدث فيه الوعي؟ ما الذي يخبرنا به الانفصال عن الوعي؟
محتويات الكتاب
- في البحث الأول، نشير إلى صعوبة تعريف الوعي، ثم نتطرق بايجاز إلى حالاته كما عرضها "مور" و "وليام جيمس"، وبعد ذلك نرجع إلى وظيفته، وأخيراً إلى حالاته حسبما يراها "أرمسترونغ"، ومن ثم ندرج كل هذا تحت عنوان: "تعريف الوعي، حالاته، وظيفته، ودرجاته".
- أما البحث الثاني: الذي جاء بعنوان: "الملامح البيولوجية العامة للوعي"، فنعبر فيه عن العناصر البيولوجية العامة للوعي والميكانيكا التي يعمل بها، دون الدخول في تفاصيل، ونتطرق إلى الروابط العصبية في المخ وانقسامه، لمعرفة المعلومات المتعلقة بالوعي، ثم دور الإنتباه والذاكرة قصيرة المدى والإدراك في إحداث الوعي.
- في البحث الثالث: "دور جزيئات المخ وخلاياه في إيجاد الوعي"، نرجع فيه إلى قدرة علم الأعصاب على كشف المتعلقات العصبية للوعي، بالإضافة إلى البحث سالف الذكر - حيث إن الوعي عملية دموية، ونرجع أيضاً إلى مركز الوعي، أو بمعنى أصح، بنية عدم مركزيته في مكان محدد من الدماغ.
- أما البحث الرابع ففيه إشارة إلى إمكانية علم الأعصاب الكشف عن الميكانيزمات المادية التي تساعد على الوظائف السيكولوجية، وفيه نحاول بيان أن العلاقة بين العقل والمخ هي محور البيولوجيا العصبية، وأن أكثر نواحي هذه العلاقة غموضاً هي الوعي؛ فالوعي كما نوضح حالة من البقعة العقلية، ومن ثم جاء عنوان هذا البحث: "دور بيولوجيا الأعصاب في تفسير الوعي".
- يتناول البحث الخامس، "الفجوة التفسيرية وخلل الوعي"، وفيه نؤكد على أن ثمة فجوة تفسيرية للوعي تظل قائمة، لأن كل ما يتعلق بالوعي لا يكفي لتفسير كيفية كون المرء وعيياً، إلا أننا كلما تقدمنا في فهمنا وظائف المخ، استطعنا سد هذه الفجوة، وفي هذا البحث أيضاً إشارة إلى انفصاليات مختلفة تؤدي إلى خلل في الوعي أو طبيعة مضطربة له.
وقد تم تناول هذه المباحث خلال توظيف المنهج التحليلي النقدي المقارن الذي لا يغفل المنهج التاريخي إبتداءً وإنتهاءً.
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا