أنثروبولوجيا التعلم
تفاصيل الكتاب
تأليف : وليد كمال عفيفي القفاصنشر : المكتبة العصرية
سنة النشر : 2010
نبذة عن موضوع الكتاب
تُعد أنثروبولوجيا التعلم (Anthropology of Learning) أحد الفروع المعرفية التي تلتقي فيها الأنثروبولوجيا والتربية وعلم النفس، وتسعى لفهم عملية التعلّم كظاهرة ثقافية اجتماعية بامتياز. فبدلاً من اعتبار التعلّم مجرد اكتساب للمعارف أو المهارات، تنظر إليه الأنثروبولوجيا باعتباره نشاطًا إنسانيًا يتشكل داخل سياقات ثقافية محددة، ويتأثر بالقيم، والمعتقدات، واللغة، وأنماط التفاعل الاجتماعي.تنصبّ أنظار أنثروبولوجيا التعلم على أسئلة محورية مثل: كيف يتعلم الأفراد في مجتمعاتهم؟ ما دور الثقافة في تشكيل طريقة التعلّم؟ وكيف تختلف مفاهيم المعرفة والتعليم بين الثقافات؟ ومن خلال هذه الزاوية، لا يتم النظر إلى التعليم فقط كعملية تحدث داخل الجدران المدرسية، بل كممارسة يومية تتجلى في الحياة الاجتماعية، العمل، اللعب، والتفاعل مع البيئة الطبيعية والبشرية.
أحد المفاهيم الأساسية في هذا المجال هو "التعلّم ضمن السياق الثقافي" (situated learning)، الذي يشير إلى أن التعلّم لا يحدث في فراغ، بل في سياق اجتماعي معيشي يتضمن أدوارًا اجتماعية، وعلاقات قوة، وأعرافًا تربوية. كما أظهر الباحثون أن الأطفال في بعض المجتمعات التقليدية يتعلمون المهارات الحياتية من خلال المشاركة غير الرسمية في أنشطة الكبار، وليس عبر تعليم منهجي أو توجيه مباشر.
علاوة على ذلك، تسلط أنثروبولوجيا التعلم الضوء على التنوع في أساليب التعلّم بين الثقافات، وتدعو إلى إعادة النظر في النماذج الغربية السائدة للتعليم، التي قد تكون غير مناسبة أو عادلة عند تطبيقها في سياقات ثقافية مختلفة. فالتربية ليست عملية نقل ثقافة واحدة فقط، بل هي فهم للتنوع البشري واحترامه.
باختصار، توفر أنثروبولوجيا التعلم رؤية غنية ومعقدة لفهم كيف يتعلم الناس في مختلف أنحاء العالم، وتعيد تعريف التعليم كممارسة ثقافية جوهرية، تتجاوز حدود الفصل الدراسي لتتصل بجوهر الهوية الإنسانية والانتماء الثقافي.
رابط الكتاب
لقراءة الكتاب 👈 اضغط هنا