كتاب التهيؤ للإصابة بالفصام من منظور سيكوفزيولوجي

التهيؤ للإصابة بالفصام من منظور سيكوفزيولوجي



تفاصيل الكتاب

تأليف : مي إدريس محمد
‎نشر : دار إيتراك للطباعة والنشر والتوزيع
سنة النشر ‏: 2010


مقدمة الكتاب

يختص هذا الكتاب التهيؤ للإصابة بالفصام من منظور سيكو فزيولوجي" بعرض أحد الموضوعات التي تصنف ضمن مجال علم النفس البيولوجى ، وبالتحديد أحد تخصصاته الفرعية وهو مجال السيكو فزيولوجى ويهدف التخصص الأساسى "علم النفس البيولوجي" إلى دراسة بيولوجيا السلوك ؛ حيث يهتم بالعلاقة بين المتغيرات النفسية مثل الإدراك والانفعال، والذاكرة، واللغة، ومختلف المظاهر البيولوجية سواء كانت تفاعلات كيميائية ، أو بناءات تشريحية، أو نشاطات فزيولوجية.

وترتبط بداية هذا التخصص بظهور كتاب تنظيم السلوك لـ هيب D. Hebb عام 1949، وفيه وضعت أول نظرية واضحة عن كيفية إنتاج الظواهر النفسية من نشاط المخ. أما مجال السيكو فزيولوجى الذى ينتمى إليه الكتاب الراهن، فيعنى بدراسة العلاقة بين إحدى المتغيرات البيولوجية وهى النشاطات الفزيولوجية مثل نشاط المخ الكهربائى ونشاط الجلد الكهربائي والنشاط القلبي الوعائى والمتغيرات موضع الاهتمام فى علم النفس .

وكما يبدو من عنوان الكتاب التهيؤ للإصابة بالفصام من منظور سيكو فزيولوجي، يهتم النص الحالى بالعلاقة بين أحد أبرز الاضطرابات العقلية وهو مرض الفصام والنشاط السيكوفزيولوجي ممثلا في نشاط الجلد الكهربائى ونشاط النبض ويتناول الكتاب هذين المفهومين في ظل توجه بحثى ضخم هو دراسة الاستهداف للإصابة بالفصام.

ويستند هذا التوجه إلى فرضية أساسية مؤداها أن هناك بدايات أو مراحل تمهيدية تسبق ظهور الأعراض الفصامية التقليدية. ويقف خلف هذه الفرضية شبكة متسقة من الأدلة كان من أبرزها ما ظهر في سياق التراث الإكلينيكي ؛ حيث كشفت عديد من الدراسات الاسترجاعية للمرضى الفصاميين عن ظهور أعراض فى مراحل سابقة على المرض، وهي أعراض أقل شدة من العرض الإكلينيكي الذي يكفي لتصنيف الفرد في فئة الفصام وهو ما طرح بدوره وجود حالات بينية بين السواء والفصام .

من هذا المنطلق، نمت وتطورت تصورات نظرية هدفت إلى تحديد خصائص هذه الحالات البينية، كان من أبرزها التصورات التي طرحت في أوائل الستينيات من القرن الماضي، والتي اندرجت تحت مفهوم النمط الفصامى ويشير هذا المفهوم إلى سمات في الشخصية تهيئ الفرد في ظل ضغوط ما إلى الاقتراب من حافة الفصام ، ومن بين هذه السمات اختلال صورة الجسم ، ونقص الإحساس باللذة والتناقض الوجداني . وقد ترتب على هذه التصورات كما ضخما من الاهتمامات البحثية المتتالية.

وبعد فترة تزيد عن أربعة عقود من هذه الاهتمامات، يمكن أن نميز بين اتجاهين أساسيين فى هذه الاهتمامات هما :
1 - الاتجاه الأول : وفى هذا الاتجاه هدف الباحثون إلى اختبار صدق مفهوم التهيؤ للإصابة بالفصام، وذلك من خلال دراسة الجوانب التالية:
  • أ - رصد خصائص المستهدفين للإصابة بالفصام للوقوف على مدى التشابه بين هؤلاء المبحوثين وما يكشف عنه الفصاميون. وقد شملت هذه الخصائص مدى متنوعاً من المتغيرات السيكوفزيولوجية
  • ب - اكتشاف القدرة التنبؤية للسمات المهيئة للإصابة بالفصام أى سمات النمط الفصامي وذلك من خلال الدراسات التتبعية لعينات مستهدفة للفصام، ورصد معدلات الإصابة بالمرض بينهم.
  • ج - اختبار مدى التشابه بين البناء العاملي لمفهوم التهيؤ للإصابة بالفصام والبناء العاملي للأعراض الإكلينيكية المميزة للفصام
2 - الاتجاه الثاني : ويمكن النظر إليه كمرحلة متوقعة من استيعاب بعض النتائج المتراكمة من دراسات الاتجاه الأول، وفي هذا الاتجاه حاول الباحثون الانتقال إلى مرحلة أكثر عمقاً في تناول السمات المهيئة للإصابة بالفصام من خلال الإجابة عن أسئلة مثل:
  • أ - هل يزداد احتمال الإصابة بالفصام بزيادة عدد السمات المهيئة للمرض ؟
  • ب - ما طبيعة العلاقات التي يمكن أن تنشأ بين السمات المهيئة للفصام وغيرها من مؤشرات التهيؤ الأخرى للمرض؟
  • ج - إلى أي مدى يمكن أن تختلف هذه العلاقات في مرحلة الاستهداف وعند الإصابة بالمرض؟ وهو أحد الأسئلة التي سنتصدى لها في هذا الكتاب.

محتويات الكتاب

يشتمل الكتاب الحالى على ثلاثة أبواب، يضم الباب الأول فصلين هما الفصام "مرض قديم وتناول حديث" وفيه نعرض للتصورات الأساسية التي تناولت مفهوم التهيؤ للإصابة بالفصام من منظور السمات المهيئة للمرض، أما الفصل الثانى "النشاط السيكو فزيولوجي" فيختص بعرض نشاطين من النشاطات السيكو فزيولوجية هما نشاط الجلد الكهربائي ونشاط النبض، ونقوم هنا بتقديم الأساس العصبى والفزيولوجى للنشاطين مع تعريف بمتغيراتهما وطبيعة قياسهما .

أما الباب الثانى والثالث فيعرضان لدراستين تجريبيتين للباحثة . فى الباب الثانى نعرض لدراسة اهتمت برصد الفروق في نشاط الجلد الكهربائى بين عينات مستهدفة للفصام بناء على بعض سمات النمط الفصامي وعينة ضابطة من طلاب الجامعة من الجنسين. وقد كان الهدف المباشر لهذه الدراسة هو اختبار مدى التشابه بين سيكو فزيولوجية ،الفصاميين، وسيكوفزيولوجية المستهدفين للفصام. ويمكن تصنيف هذه الدراسة ضمن دراسات الاتجاه الأول من الدراسات سالفة الذكر. 

أما الباب الثالث فيعرض لدراسة هدفت إلى رصد العلاقة بين بعض سمات النمط الفصامي ونشاطي الجلد والنبض فى عينتين من المبحوثات السويات والفصاميات. وفى هذه الدراسة نلمس مرحلة تجاوز المقارنات التقليدية بين المستهدفين للفصام والأقل استهدافاً له إلى محاولة رصد العلاقة بين عدد من مؤشرات الاستهداف للفصام شخصية وسيكوفزيولوجية في مرحلة السواء والمرض، وذلك في محاولة من الباحثة لوضع خلفية قد تسمح بصياغة تصورات أكثر دينامية عن دور مؤشر التهيؤ للإصابة بالفصام. ووفقاً لهذا الهدف يمكن أن تصنف هذه الدراسة فى الاتجاه الثانى من الدراسات السابقة.

ونرجو أن يكون هذا التوجه بداية حقيقية لاهتمامات بحثية تالية تحاول رصد أحد مظاهر التفاعل بين المفاهيم النفسية والفزيولوجية فى سياق يتسم بالدينامية وهو سياق التهيؤ للإصابة بمرض الفصام.

رابط الكتاب

لقراءة الكتاب 👈 اضغط هنا
Mohammed
Mohammed