كتاب نظرية الذكاءات المتعددة ونموذج تنمية الموهبة

نظرية الذكاءات المتعددة ونموذج تنمية الموهبة



تفاصيل الكتاب

تأليف محمد عبد الهادي حسين
نشر : دار الأفق
سنة النشر : 2006



نبذة عن نظرية الذكاءات المتعددة

لطالما ارتبط مفهوم الذكاء في الفكر التربوي والاجتماعي بقياس واحد يعتمد على درجات الذكاء (IQ)، الذي يُركز على القدرات المنطقية واللغوية. إلا أن هذا المفهوم الضيق بدأ يتعرض لانتقادات علمية، خاصة مع تنوع قدرات الأفراد ومهاراتهم في مجالات مختلفة. وقد جاءت نظرية "الذكاءات المتعددة" التي طورها عالم النفس الأمريكي هوارد غاردنر Howard Gardner عام 1983 لتقدم رؤية أكثر شمولًا وتكاملاً لفهم الذكاء البشري.

أساس النظرية:

يرى غاردنر أن الذكاء ليس كيانًا واحدًا ثابتًا، بل هو مجموعة من القدرات أو الذكاءات التي تعمل بشكل مستقل أو متزامن. وحدد في البداية ثماني أنواع رئيسية من الذكاء، وأضاف فيما بعد نوعًا تاسعًا غير مؤكد:
  1. الذكاء اللغوي (Linguistic Intelligence): القدرة على استخدام اللغة بفعالية في التعبير والكتابة والفهم.
  2. الذكاء المنطقي-الرياضي (Logical-Mathematical Intelligence): المهارة في التفكير المنطقي، حل المشكلات الرياضية واستخدام الأعداد.
  3. الذكاء المرئي-المكاني (Spatial Intelligence): القدرة على تخيل الأشكال والأحجام والمسافات، ويظهر غالبًا لدى الفنانين والمصممين المعماريين.
  4. الذكاء الحركي الجسدي (Bodily-Kinesthetic Intelligence): القدرة على التحكم بالجسم وتنسيق الحركات، وتظهر عند الرياضيين والراقصين.
  5. الذكاء الموسيقي (Musical Intelligence): الحساسية للمقاطع الموسيقية والنغمات والإيقاعات.
  6. الذكاء الاجتماعي (Interpersonal Intelligence): القدرة على فهم الناس والتواصل معهم بفعالية.
  7. الذكاء الذاتي (Intrapersonal Intelligence): الفهم العميق للذات، المشاعر والدوافع الداخلية.
  8. الذكاء الطبيعي (Naturalistic Intelligence): القدرة على التمييز بين الكائنات الحية والظواهر الطبيعية.
  9. الذكاء الوجودي (Existential Intelligence) [مقترح]: القدرة على التأمل في القضايا الفلسفية العميقة مثل معنى الحياة والموت.

أهمية النظرية في التعليم:

تساهم نظرية الذكاءات المتعددة في إعادة تعريف مفهوم التعليم، حيث تدعو إلى تخصيص أساليب التدريس وفقًا لأنماط التعلم المختلفة. فهي تشجع على التنويع في الأساليب التعليمية، مما يساعد كل فرد على تطوير قدراته بطريقة تتناسب مع طبيعة ذكائه، بدلًا من التركيز على الذكاءين اللغوي والمنطقي فقط كما هو الحال في النظام التعليمي التقليدي.

نقد النظرية:

رغم انتشار النظرية وتأثيرها الكبير في المجال التربوي، فقد واجهت بعض الانتقادات من بعض الباحثين الذين شككوا في صحة تصنيف هذه الذكاءات باعتبارها "ذكاءات" مستقلة، مشيرين إلى أنها قد تكون مجرد مهارات أو مواهب بشرية. كما أُشير إلى عدم توفر أدوات قياس دقيقة لكل نوع من هذه الذكاءات.

نظرية الذكاءات المتعددة تمثل إسهامًا مهمًا في فهم أعمق وأوسع للقدرات البشرية، وتعد منهجًا جديدًا في التعامل مع الفروقات الفردية في البيئة التعليمية والمهنية. وعلى الرغم من وجود جدل حول بعض جوانبها، فإن قيمتها تكمن في دعوتها إلى الاعتراف بتنوع الذكاء الإنساني واحترامه، وهو ما يعزز مبدأ العدالة الاجتماعية والإنصاف في الفرص التعليمية والوظيفية.

رابط الكتاب

للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا
Mohammed
Mohammed