دليل الأخصائيين النفسيين والإجتماعيين في تشخيص وعلاج مشكلات الأطفال السلوكية
تفاصيل الكتاب
تأليف : خالد بن حمد المهندينشر : دار العالمية
سنة النشر : 2007
مقدمة الكتاب
تعد الاضطرابات السلوكية والانفعالية من أكثر المشكلات التي تواجه الأطفال والتي تؤرق الآباء والتربويين. ويتميز الأطفال ذوو الاضطرابات الانفعالية أو السلوكية بأنهم غير قادرين على إقامة علاقات صداقة ناجحة والواقع أن مشكلتهم الأوضح هي الإخفاق في تكوين روابط عاطفية مرضية ومقنعة مع الآخرين وبعض هؤلاء الأطفال انسحابيون وانطوائيون، وقد يحاول الآخرون التقرب إليهم لكن جهودهم هذه تلقي عدم اهتمام أو خوفا من قبل الطفل. وفي كثير من الحالات فإن هذا النمط من الرفض الهادئ يستمر عند الطفل حتى يشعر الذين يحاولون التقرب من الطفل بالملل والضجر.من الخبرات المزعجة للمعلمين هي محاولة تعليم الأطفال الذين يتميزون بالسلوك العدواني غير الاجتماعي، ويشعر المعلمون عادة بالقلق بسبب معرفتهم بوجود مشكلة لدى الطالب، وشعورهم بعدم القدرة على عمل أي شيء حيالها. ويتحمل الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات السلوكية عبنا لا يتحمله الأطفال الأخرون الذين يعانون من أنواع أخرى من الاضطرابات.
فنحن لا نلوم الأطفال المعاقين عقليا أو الأطفال الذين يعانون من الشلل الدماغي بسبب سلوكهم المنحرف، ولكن الكثير من الناس يفترضون أن الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات السلوكية يستطيعون السيطرة على تصرفاتهم، كما يستطيعون وقف سلوكهم المضطرب إذا أرادوا ذلك، هذا الاعتقاد بأن الأطفال مسئولون إلى حد ما عن سلوكهم أثر على تفاعل هؤلاء الأطفال مع المحيطين بهم من أسرة ورفاق ومعلمين وسوف يتم التركيز على هذا الفصل على هذه الفئة وكيف يجب أن يتعامل المحيطون معها.
وليس من السهل تعريف الاضطرابات السلوكية والعاطفية عند الأطفال وتفترض معظم التعريفات أن الطفل الذي يعاني من اضطراب سلوكي أو اضطراب عاطفي حاد يكشف باستمرار عن سلوك غير مناسب لسنة، مما يؤدي إلى مشاكل اجتماعية، وكابه شخصية وفشل دراسي، علاوة على ذلك فإن سلوك الطفل ليس العامل الوحيد الذي يحدد التصنيف فالشخص الذي يعتبر سلوك الطفل غير مناسب يلعب دورا هاما في ذلك ولكن من الواضح أن بعض أنماط السلوك مثل الاعتداءات على الآخرين والكآبة المتواصلة، والبكاء المتواصل والنشاط المفرط هي سلوكيات غير مقبولة في أي حالة..
ولكن قبول نطاق واسع من أنماط السلوك الأخرى يعتمد على اتجاه المتلقي : فالسلوك الذي يكون مقبولا عند بعض الجماعات أو الثقافات، لا يعتبر مقبولا من قبل جماعات أو ثقافات أخرى، لذلك فإن تعريفنا يجب أن يأخذ بعين الاعتبار هذه الاختلافات الثقافية.
ويعرف الاضطراب السلوكي بأنه النمط المتكرر والثابت من السلوك الذي تنتهك فيه الحقوق الأساسية للآخرين أو الخروج على الأعراف والقوانين الاجتماعية بشكل خطير ولكي يكون لهذا الاضطراب قيمة تشخيصية فيجب أن يستمر لمدة لا تقل عن ستة شهور.
وعلى الرغم من أن المصطلحات المستخدمة والتأكيد على بعض النقاط تتباين بشكل ملحوظ من تعريف الآخر، فإن من الممكن استخلاص عدة سمات عامة للتعريفات الراهنة. فهناك اتفاق عام على أن الاضطرابات السلوكية والانفعالية تشير إلى ما يلي:
- 1. السلوك المتطرف : أي السلوك الذي لا يختلف قليلا عن السلوك العادي بل يختلف كثيرا.
- 2. المشكلة المزمنة : أي التي لا تختفي بسرعة.
- 3. السلوك غير المقبول : بسبب التوقعات الاجتماعية أو الثقافية.
رابط الكتاب
لقراءة الكتاب 👈 اضغط هنا