كتاب قراءات في علم النفس المعرفي

يُعتبر علم النفس المعرفي أحد الفروع الحديثة نسبيًا في علم النفس، ويهدف إلى دراسة العمليات العقلية التي تؤثر على كيفية تفكير الإنسان، وفهمه، وتذكره، وحل المشكلات. يركز هذا العلم على الجوانب الداخلية للعقل البشري، مثل الإدراك، الانتباه، الذاكرة، اللغة، التعلم، والتفكير. وقد ظهر كرد فعل على المدرسة السلوكية التي كانت تركز فقط على السلوكيات القابلة للملاحظة، بينما أغفلت العمليات العقلية غير المرئية.

أصول علم النفس المعرفي

بدأ علم النفس المعرفي بالظهور بشكل ملحوظ في منتصف القرن العشرين، وتحديدًا بعد الحرب العالمية الثانية، عندما بدأ العلماء في البحث عن طرق لفهم كيفية معالجة الدماغ للمعلومات. تأثر هذا المجال بتطورات في علوم الحاسوب ونظرية المعلومات، حيث تم تشبيه العقل البشري بالحاسوب؛ إذ يقوم العقل بمعالجة المعلومات عبر إدخالها (المدخلات)، تحليلها (المعالجة)، ثم الاستجابة لها (المخرجات). هذا التشبيه ساعد في تطوير نماذج علمية جديدة لفهم العمليات العقلية.

مجالات التركيز في علم النفس المعرفي

• الإدراك : يدرس كيف ندرك العالم من حولنا من خلال الحواس. يشمل ذلك كيفية تفسير الدماغ للصور، الأصوات، الروائح، وغيرها من المؤثرات البيئية.
• الانتباه : يركز على كيفية توجيه تركيزنا نحو محفزات معينة وكيفية تجاهلنا للمحفزات الأخرى.
• الذاكرة : يبحث في كيفية تخزين المعلومات واسترجاعها. يتضمن ذلك أنواع الذاكرة المختلفة مثل الذاكرة قصيرة الأمد وطويلة الأمد.
• اللغة : يدرس كيفية اكتساب اللغة وفهمها واستخدامها للتواصل.
• حل المشكلات والتفكير : يركز على كيفية استخدام العقل لتحليل المشكلات وإيجاد حلول مبتكرة.

أهمية علم النفس المعرفي

يُعد علم النفس المعرفي أساسًا لفهم العديد من الظواهر النفسية والسلوكية. على سبيل المثال، يساعد في تطوير استراتيجيات تعليمية أكثر فعالية من خلال فهم كيفية تعلم الأفراد. كما يلعب دورًا هامًا في علاج الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق، حيث يتم التركيز على كيفية تغيير الأنماط الفكرية السلبية. بالإضافة إلى ذلك، يستفيد علم الذكاء الاصطناعي من النظريات المعرفية لتطوير أنظمة تحاكي التفكير البشري.

رابط الكتاب

لقراءة الكتاب 👈 اضغط هنا