علم النفس في خدمة المعلم
تفاصيل الكتاب
تأليف : لوسيان لوفيفر "Lucien Lefevre"ترجمة : أنور عبد العزيز - حسن حافظ
نشر : وكالة الصحافة العربية
سنة الطبع : 2023
وصف الكتاب
رغم مرور أكثر من سبعين عامًا على صدوره، يظل الكتاب الذي أصدره لوسيان لوفيفر عام 1949 ضمن سلسلة "دائرية المعارف التربوية الحديثة" في باريس، شاهدًا على تجربة تربوية وبحثية تستحق الإشادة والاهتمام. يقدم الكتاب لمحة عن تجربة سيكولوجية وتربوية فريدة أجريت في إحدى مدارس الريف الفرنسي، حيث اتسمت هذه المدرسة ببساطتها وعدم توفرها على إمكانيات استثنائية مقارنة بالمدارس الأخرى المنتشرة في المناطق الريفية.ركزت التجربة على فصل دراسي يمثل الصف السادس في نظام التعليم الفرنسي، وهو ما يعادل السنة الثانية الإعدادية في أنظمتنا التعليمية. تكمن أهمية هذا العمر الدراسي في كونه يمثل مرحلة بالغة الأهمية في حياة الطفل؛ إذ يرتبط بمرحلة البلوغ التي تعتبر محطة محورية في تشكيل شخصية الطفل وميوله وقدراته، بالإضافة إلى تحديد موقفه من عملية التعليم وتفاعله مع مشكلاته.
اعتمدت التجربة على دمج مبادئ علم النفس مع أسس التربية العملية في البيئة المدرسية، مع السعي لتحقيق التوازن بين هذه المبادئ والإمكانيات المتاحة في المدرسة دون الحاجة إلى استيراد تقنيات أو أدوات تعليمية خاصة. استُخدمت فقط مجموعات من الاختبارات النفسية التي ساعدت على الكشف عن الجوانب المختلفة من شخصية كل طالب. واعتمدت هذه العملية على ملاحظة دقيقة من قبل المعلمين لسلوك الطلاب داخل الفصل وخارجه، ما مكن القائمين على التجربة من فهم ديناميكيات النمو النفسي والتربوي لدى الأطفال.
بهذه الطريقة المنهجية البسيطة والمبتكرة، نجحت التجربة في تقديم نموذج عملي لتطبيق المبادئ التربوية والنفسية في ظروف تعليمية عادية، مما يجعلها مصدر إلهام للمختصين في مجال التعليم حتى اليوم. إنها دعوة للتذكير بأهمية الاستثمار في الشخصية الإنسانية خلال المراحل الحساسة من النمو، باستخدام الإمكانيات المتاحة بطريقة مدروسة وفعّالة.
إن تجربة لوسيان لوفيفر تمثل نموذجًا رائدًا في دمج علم النفس بالتربية العملية، مما يعكس قدرة التعليم على تحقيق أهدافه التنموية حتى في بيئات محدودة الموارد. تبقى هذه التجربة شاهدة على أهمية البحث العلمي في تطوير أساليب التعليم وتعزيز دوره في بناء شخصيات الطلاب ودعم نموهم الشامل.