علم النفس الإكلينيكي العيادي
تفاصيل الكتاب
نشر : حسن مصطفى عبد المعطينشر : دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع
سنة النشر : 1998
مقدمة الكتاب
ظلت اضطرابات السلوك لغزا يحير الانسان على مر العصور، واختلفت تفسيرات أسباب هذا الاضطراب وطرق مواجهته وعلاجه من عصر الى عصر.. فلقد اعتقد القدماء وجود أرواح خبيثة تلج الجسم الانسانى وتسيطر عليه فتسبب اضطرابه، ومن ثم كان يطلب من الآلهة صراحة التدخل لطرح هذه الأرواح.. ومرت عصور كان العقاب القاسي أمرا حتميا لمن تحل به تلك الأرواح - إلى أن جاءت حركات الاصلاح الاجتماعية وظهرت المفاهيم النفسية والثورة السيكاترية لفهم أسباب الأمراض والاضطرابات وتطورت الطرق التشخيصية والعلاجية ، وحلت النظرة العلمية محل الآراء والأفكار الخرافية .. ومع ذلك فما زلنا حتى يومنا هذا نسمع في مجتمعنا عن أفكار تسود بين عامة الناس عن مس الجن والسحر والعمل وغيرها كتفسير لأسباب الاضطرابات النفسية والسلوكية، ومازال استخدام التمائم وفك العمل والزار وبعض خرافات الطب الشعبي وسائل يلجأ اليها عامة الناس وخاصتهم لعلاج السلوك المضطراب.وإذا كان القرن العشرين قد إنقضي وآذن بالرحيل بما حمله من خير وشر في ميادين العلم والتكنولوجيا ، والأوبئة والأمراض ، والحروب والصراعات، والأزمات السياسية والاقتصادية، وتشوش العلاقات الاجتماعية ، واضطراب المثل العليا مما أدى الى شعور الانسان المعاصر بالانضغاط والارهاق والتوتر الانفعالي والانهيار النفسي والوقوع فريسة الأمراض الجسمية والنفسية - فقد حتم ذلك ضرورة مواجهة هذه الظروف الضاغطة بالتدخل المهنى المتخصص للوقاية والتشخيص والتنبؤ والعلاج - وهذا ما يضطلع به الأخصائى النفسى الاكلينيكي في ممارساته.
والكتاب الذي بين يدينا حلقة من حلقات موسوعة ننوى متابعتها في علم النفس العيادي حيث يهدف هذا الكتاب الى التعريف بتطور الممارسات الاكلينيكية والوسائل التشخيصية المعاصرة نضعها بين يدى الطالب المبتدئ في دراسة علم النفس الاكلينيكي لتكون له نبراسا في دراساته التالية ، وقد حاولنا أن نرسى فى هذا الكتاب مبادئ علم النفس الإكلينيكي وأسسه النظرية والتطبيقية التي تفيد في الممارسات الاكلينيكية مع المرضى النفسيين وحالات اضطراب السلوك ، والدراسة المتعمقة للشخصية الإنسانية.
محتويات الكتاب
ويقع الكتاب فى أبواب ثلاثة متضمنا أحد عشر فصلا .. ارتكز الباب الأول حول علم النفس الاكلينيكى مبتدئا بتاريخ الممارسة الاكلينيكية وتطورها من القديم الى العصر الحاضر، ثم التعريف بالأخصائي النفسي الاكلينيكى وإعداده وأدواره ومجالات عمله، كما تم التركيز على عملية التشخيص الاكلينيكي، ومنهجه مع التركيز على منهج دراسة الحالة بصفة خاصة..أما الباب الثاني فقد ركز على فنيات التشخيص الاكلينيكي وهي المحور الأساسي فى هذا الكتاب التي برزت في فصول هذا الباب وخاصة فنيات : تاريخ الحالة ، والمقابلة الاكلينيكية ، والاختبارات والمقاييس النفسية، والاختبارات الاسقاطية . لكى يتكامل تقرير دراسة الحالة في صورة تجمع بين التحليل الكمي والكيفي ..
وأخيرا حاول الباب الثالث تناول موجزاً عن أعراض الأمراض النفسية العصابية والذهانية ، وأبرز مدارس العلاج النفسي المعاصرة، لكي يجتمع لقارئ هذا الكتاب عمليات التشخيص والعلاج النفسي، في صورة مبادئ عامة، على أمل أن نفرد في كتب لاحقة تفصيل الحديث في الأمراض النفسية ، والاضطرابات السلوكية، والأمراض السيكوسوماتية ، والصحة النفسية، والعلاج النفسي فــي ضـوء المدارس المعاصرة.
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا