الصحة النفسية والعمل

الصحة النفسية والعمل





تفاصيل الكتاب

إعداد : بحري صابر
نشر : جامعة سطيف 2
السنة الجامعية : 2019 - 2020



مقدمة الكتاب

من بين أهم المجالات الأساسية في ميدان العمل الصحة النفسية التي تعد مدخلا ضروريا لتحسين وتطوير أداء الأفراد في مختلف المنظمات ، فالمنظمات التي تسعى للتطوير تركز دوما على أفرادها من خلال العناية بهم بالقيام بعدة أنشطة تهدف لذلك، ولعل الإهتمام بالصحة النفسية في العمل يعد مؤشرا على ذلك، ذلك أن إيلاء الصحة النفسية للأفراد في العمل من شأنه ليس فقط الرفع وزيادة فعالية الأداء، لكنه من شأنه تعزيز السلوكيات الإيجابية داخل العمل، فلكما كان لدينا أفراد مرتفعي الصحة النفسية في العمل كلما زاد ذلك تماسك جماعة العمل والأداء وهو ما يجعل المنظمة تحقق أهدافها بشكل طبيعي.

إننا لا نولي الصحة النفسية تلك الأهمية من منطلق الأداء والكفاية الإنتاجية لكن من منطلق ما للصحة النفسية من فوائد وأهمية بالنسبة للفرد والمنظمة معا والمجتمع ككل، فتمتع الأفراد بالصحة النفسية يبرز لنا مجتمع متوافق نفسيا منسجم ومندمج اجتماعيا، مجتمع تغزوه النهضة ويسعى لتحقيق التقدم والرقي المنشود كما يبرز الإستقرار بمختلف أوجهه لدى المجتمع سواء تعلق بالإستقرار الوظيفي، الإستقرار الإقتصادي، الإستقرار الإجتماعي، خاصة أن الصحة النفسية تنشد السعادة كمطلب أساسي يراد تحقيقه في ظل توافر العوامل والظروف المناسبة لتفعيل ذلك.

ولأننا نقضي معظم أوقاتنا في العمل فإن العناية والإهتمام بالصحة النفسية في العمل أضحى أكثر من ضرورة وحتمية في ظل التغيرات التي تطرأ يوميا على المجتمع، إن تلك التغيرات التي تتحدث هنا وهناك وبالرغم من أنها تكون في الكثير من المحطات إيجابية، لكنها صاحبتها العديد من التناقضات خاصة وأنها لا تراعي السلامة النفسية للأفراد ولا تنشد صحتهم النفسية أين لا توليها أي عناية، وهو ما إنعكس سلبا على صحة الأفراد النفسية وهو ما أثر بدرجة ملحوظة على أدائهم في العمل وشكل نوعا من التوتر والقلق والضغط الذي لم يبقى حبيس جدران المنظمة بل خرج ليشمل المحيط الاجتماعي العام، أين أثر بشكل ملحوظ على المجتمع ككل، وهو ما جعلنا ندرك جليا أهمية الصحة النفسية للعمل كمنطلق أساسي لبث الإستقرار والسلامة النفسية في المجتمع ككل.

إننا بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى للتأسيس لثقافة نفسية تعتني بالصحة النفسية في العمل لتحقيق الأهداف العامة المتعلقة بالمجتمع أين يمكن أن نعتبر أن مكان العمل هو بداية التغيير الحقيقي في تحسين وتطوير الصحة النفسية في العمل ما يسمح بالحفاظ على
إستقرار المجتمع.

لعل العناية بالصحة النفسية كميدان يكون من خلال العديد من التقنيات والإستراتجيات التي يمكن إستخدامها كمجال خصب للتدخلات، خاصة في ظل إدراكنا أن مبتغى الصحة النفسية هو تحقيق التوافق المهني لدى العامل في مختلف بيئات العمل، والذي يمكن تحقيقه
بتوفير سلسلة من الشروط والعوامل والظروف.

إن إدراكنا لأهمية الصحة النفسية في العمل كمؤشر للصحة النفسية العامة للمجتمع من جهة، ومن جهة أخرى نظير الدور الذي يمكن أن يلعبه الفرد المتمتع بالصحة النفسية في بناء المجتمع وتطويره وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية يجعل من تناول هذا الموضوع هام للغاية في الوقت الحالي من أجل تأسيس لثقافة نفسية في بيئة العمل تركز على الصحة النفسية كمدخل لتعزيز السلوكيات الإيجابية في العمل والوقاية من الإضطرابات التنظيمية المحتمل حدوثها ومحاولة تجنبها عن طريق تعزيز الصحة النفسية كأحد مدخلات التعزيز.

رابط التحميل

للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا
Mohammed
Mohammed