مربع البحث

كتاب التلاميذ يُديرون أنفسهم

التلاميذ يُديرون أنفسهم

استراتيجية متكاملة جديدة في التربية الذاتية


تأليف : محمد زیاد حمدان
نشر : دار التربية الحديثة


مقدمة الكتاب

التربية المدرسية الجماعية تتعامل مع التلاميذ بالجملة ، دون رعاية واضحة لحاجاتهم الفردية في التعلم ، أو نوع المستقبل الذي ينتظر كلاً منهم . والمدرسة بهذا كمصنع للانتاج الانساني الجملي ، يتخرج فيها الضعيف ضعيفاً ، ويعاني المتفوق / الموهوب حيناً مما يعرض عليه من معارف / خبرات عادية ... أو يتسرب جانباً احياناً أخرى لغير مستقبله أو دون صالح مجتمعه ، أما تلميذ الوسط أو المعدل العام الذي يشكل بفئته حوالي 68٪ من مجموع الناشئة المدرسية ، فيتأرجح في تحصيله بين الفشل والنجاح يحسب ظروفه الشخصيه والاحوال الاسرية / الاجتماعية التي يمر بها . 

والتربية المدرسية بمعالجتها الجماعية اعلاه لتحصيل ونمو الناشئة ، تبدو عاجزة من جذب اهتمام زبائنها التلاميذ وإشغال وقتهم بما يغذي قناعاتهم الفردية للحاضر والمستقبل، وما المشاكل المتنوعة التي يعاني منها الشباب في الوقت الحاضر ، وما يسود سلوكهم من جنوح وفراغ وعدم انتماء لانفسهم وأسرهم ومجتمعهم ، وافواج العاطلين الذين يرومون الشوارع والاسواق بدون هدف .

ومظاهر التسيب والاهمال بمؤسسات الخدمة العامة . . وانخفاض التحصيل الدرجة تدنت عن 5% للناجحين في الثانوية النهائية باحدى البيئات المحليه ... وسوء الحال في الادارة والاقتصاد والاسرة والحرب والسلام ، والامن الفردي والقومي ، والتصرف اليومي العام .. سوى امثلة محدودة لعجز التربية المدرسية الجماعية عن تحقيق اهدافها الانسانية والوطنية المأمولة منها ؟ !

والحل ؟ هو ان نبدأ بتربية غير جماعية تُركز بها على تطوير الفرد السوي المهاب في نفسه وسلوكه ، فنتمكن بالتالي (كما يؤمل) من التحرر من دونيتنا وقيودنا المختلفة ، ثم الانطلاق لمستقبل اقدر واعز وافعل قراراً . ان هذه التربية هي فردية انسانية وذاتية في اهدافها وتنفيذها ونتائجها إنها " ادارة التلاميذ لأنفسهم " التي نطرحها في هذا الكتاب .

مفهوم إدارة التلاميذ لأنفسهم
ادارة التلاميذ ذاتيا او ادراتهم لأنفسهم هي منهجية سلوكية منظمة في التربية الذاتية يتحول بها المتعلمون (او الدارسون) الى معلمين لأنفسهم ولاقرانهم ، والمعلمين والكوادر المدرسية الاخرى الى مساندين ومفسرين اكاديميين وموجهين غير مباشرين ... الى قوى معاونة لتلاميذهم التقليديين المعلمين اليافعين الجدد في هذا الكتاب

وتشتغل ادارة التلاميذ لأنفسهم بمبدأ التربية الفردية المطعمة بأساليب المجموعات الصغيرة . والتربية الفردية تتمثل بدورها في تعليم التلميذ لنفسه بصيغة مستقلة فيما يسمى بالتربية الفردية المستقلة ، أو بمرافقة قرين غالباً أو مساعدة معلم احياناً فيما يشار اليه بالتربية الفردية الخاصة . يتخلل هذه التربية الفردية بنوعيها المستقل والخاص ، تربية المجموعات المتعاونة الصغيرة التي يتراوح عدد المشتركين في الواحدة منها بين خمسة وثلاثة عشر تلميذاً ، أو قد يمتد العدد إلى خمسة عشر تلميذا عند الحاجة احياناً .

والتربية الذاتية تتكون سلوكياً من خطوات يقوم بها الدارس تباعاً بمعاونة الكوادر المدرسية المناسبة ، ليتحصل في النهاية على الخبرة أو المعرفة أو المهارة المطلوبة . 

إن هذه السلوكيات في رأينا هي الشعور الذاتي بالحاجة للتعلم والمبادرة الذاتية في البحث لتغذية أو سد الحاجة ، والتحفيز الذاتي البدء ومواصلة العمل لسد الحاجة ؛ والاختيار الذاتي لنوع البدائل التربوية القادرة على سد الحاجة ؛ وإعداد البدائل التربوية المطلوبة لسد حاجة التعلم أو المشاركة الفعالة في اعدادها ؛ والتعلم الذاتي للخبرة أو المعرفة أو المهارة المطلوبة لسد الحاجة والإدارة الذاتية لعوامل وعمليات وبيئة التعلم بما في ذلك الانضباط والانتظام في التعلم والتحصيل والمحاسبة الذاتية لكفاية وإنتاجية سلوك التعلم بالقياس والتقييم والتوجيه الذاتي للأفضل، بتصحيح التعلم وزيادة التحصيل او بالانتقال الى مرحلة وحاجات اخرى .

رابط الكتاب

للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -