مربع البحث

كتاب نظرية الذكاءات المتعددة - نماذج تطبيقية

نظرية الذكاءات المتعددة

نماذج تطبيقية


تأليف : خير سليمان شواهين
نشر : عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع



مقدمة الكتاب

من يطلع على أكثر المؤلفات العربية في علوم التفكير والذكاء والإبداع يجد كتبا مفككة، هزيلة تحتوي على نتف من المعلومات غير المترابطة وأكثرها ترجمة حرفية مقتطعة من مصادر أجنبية قام بترجمتها شخص غير متخصص في هذا العلم، أو غير مؤهل للترجمة، ولهذا لم تؤتي معظم هذه الكتب أكلها ، وكانت الفائدة المنعكسة على قطاع التربية والتعليم هزيلة وغير واضحة المعالم.

لقد آليت على نفسي أن أحاول جهدي تقديم العلم النافع القابل للتطبيق على أرض الواقع ووضعت خطة طموحة هي الأكبر والأجرأ في حياتي لتأليف سلسلة كتب تغطي معظم برامج التفكير والإبداع والنظريات التربوية الحديثة بالرجوع إلى المصادر الأصلية لهذه البرامج أي المنبع الصافي قبل أن تصل إليه يد القص واللصق، ثم أربط هذه العلوم بثقافتنا العربية الإسلامية، وتراثنا، كما بدأت بترجمة بعض الكتب الخاصة بالإبداع والتفكير صدر منها عدة كتب حتى الآن.

لقد بدأ اهتمامي بنظرية الذكاءات المتعددة عندما عملت في إعداد دروس منهجية في العلوم والرياضيات حسب مناهج دول الخليج العربي، حيث اخترنا دروس من الكتب المدرسية لجميع دول الخليج العربي ولمختلف الصفوف، وقد كان عدد الدروس التي أعددتها ، وبعد ذلك قمت بشراء أفضل وأحدث ما كتب في هذه النظرية في بلادها، إضافة إلى المرجع الأصلي لها وهو كتاب هاورد جادنر (أطر العقل) الذي نشر فيه هذه النظرية ..

نبذة عن الموضوع

نفى جاردنر الاعتقاد السائد الذي يقول بأن الذكاء قيمة محددة تستمر مع الإنسان مدى الحياة وان الفرد الذي يمتلك قدرات ذكائية أفضل من غيره تبقى ثابتة لديه وغير قابلة للتعديل أو التغيير حيث أوضح في كتابه (أطر العقل) انه لا يمكن وصف الذكاء على انه كمية ثابتة يمكن قياسها وغير قابلة للزيادة أو التنمية بالتدريب والتعليم، فكل قدرة عقلية تتطلب حتى تظهر اجتماع ثلاث عناصر وهي: 
  • وجود موهبة طبيعية (تتضمن الوراثة والعوامل الجينية) 
  • تاريخ شخصي يتضمن مجموعة الخبرات الداعمة من المقربين سواء في محيط المدرسة أم الأسرة
  • تشجيع ودعم من الثقافة السائدة

ويظهر ذلك كمثال قوي في حياة الموسيقى الشهير موزارت (Mozart) الذي ولد بموهبة موسيقية واضحة، وفي أسرة أفرادها موسيقيون ووالده ملحن ومؤلف موسيقى، وولد في وقت كانت فيه أوروبا تشجع الموسيقى والفنون وتدعمها؛ وبذلك يرى جاردنر أن الذكاء هو نتاج العملية الديناميكية التي تتضمن الكفاءة الفردية والقيم والفرص التي يمنحها المجتمع.

ولخص ارمسترونج (2003 ,Armstrong) الأسس المعرفية الرئيسة لنظرية الذكاءات المتعددة بما يلي:
  1. كل فرد يمتلك سبعة ذكاءات - حاليا أصبحت ثمانية حيث اضيف لها الذكاء الطبيعي، ولكن الأفراد يختلفون في نسبة وجود كل ذكاء لديهم، ومثال ذلك عمر الخيام الذي اشتهر بعلوم متعددة مثل الجبر والفلك والطب والأدب وحتى في المسائل الدينية، وقد كان من العلماء الذين يأتيهم طلاب العلم من مختلف أرجاء العالم، كذلك ليوناردو دافنشي في العصر الحديث صاحب اللوحة المشهورة الموناليزا، والذي وضع أسس بعض العلوم وبرع في فنون الرسم والنحت، كذلك فان كوخ الذي كان شاعرا وسياسيا وفيلسوفا، وبالمقابل نجد العديد من الأفراد المعاقين الذين يفتقرون إلى المظاهر البدائية الأولية لهذه الذكاءات.
  2. معظم الناس يستطيعون تطوير كل ذكاء من هذه الذكاءات إلى مستوى ملائم من الكفاءة في حالة وجود الدعم الملائم من المحيطين ومن البيئة أو الثقافة التي يعيشون بها، لان وجود الاستعداد الوراثي وحده لا يكفي ما لم يتم تنميته من قبل البيئة المحيطة.
  3. تعمل الذكاءات بشكل جماعي تعاوني وبطرق متعددة ومعقدة، فأداء أي مهمة ولو كانت بسيطة يتطلب تعاوناً أكثر من ذكاء لإنجازها الأمر يؤكد الاستقلالية النسبية لهذه الذكاءات. 
  4. هنالك العديد من الوسائل والاستراتيجيات ليكون الفرد ذكيا ضمن أي نوع من أنواع الذكاءات المتعددة.

وبذلك تفترض النظرية أن جميع الأفراد لديهم على الأقل ثمانية ذكاءات مختلفة تعمل بدرجات متفاوتة، وهذا يعتمد على الصفات النفسية للفرد، حيث أكد جاردنر على أن الأفراد يختلفون في ملامح الذكاء الخاصة بهم بسبب الوراثة والظروف البيئية، فلا يوجد شخصان لديهما الذكاءات نفسها . لو كانا توأمين، ومعنى ذلك أن الأفراد قادرون على الإسهام في تطوير مجتمعاتهم من خلال نقاط قوتهم الخاصة بهم.

رابط الكتاب

للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -