قوانين التحرر من الصراع النفسي

قوانين التحرر من الصراع النفسي


تأليف : يوسف الحسني
نشر : عصير الكتب


مقدمة الكتاب

تبدو القراءة في الصراع النَّفسي قراءة مُستهلكة والفكرة تُعيد إنتاج نفسها مرة بعد مرة حتى لا نعرف أين نحن ؟ وماذا نريد؟ أليس هذان السؤالان هما الغاية في نهاية المطاف ألا أنَّ ما ينقصنا هو الأدوات والوسائل المناسبة للوصول إلى وجهتنا وحتى لا تسرقنا الحياة وقبل ذلك حتى لا ننشغل بأنفسنا واعتلالاتها التي تجذبنا للانغماس دون بصيص أمل أو طوق نجاة! فكّر في هذه الفكرة التي لا أودُّ بتاتا أن تكون عابرة؛ الجهل بالألم سيزيده ومعرفتك به ستعمل على نقصانه فمَن يجهل دواخله سيُفتش عن الشفاء في أماكن قد تفاقم من شقائه ومَن يعرف نفسه سوف يعمل على تحسينها ويتفادى الوقوف على الأطلال وأن يرى حياته تمر من أمامه كأنها تتعلق بشخص آخر لا هو .. هذا الكتاب ببساطة سوف يساعدك على أن ترى صراعك النفسي من زاوية أخرى وتكتشف الحيل التي قد تمارسها عليك نفسك القديمة وسماتك التي تودُّ استبدالها بعادات جديدة ستعرف العائق الحقيقي لتطورك وازدهارك كإنسان ذي روح حرة.

ما ستجده في طيات هذا الكتاب هي خارطة الطريق الذي احتجت إلى أن أخوض فيه شخصيا لأنيره لك من بعدي. لا أريد أن أكون مفرطًا بالإيجابية، فهو طريق وعر ومليء بالفخاخ. نعم، وأنت تقرأ معي ستتألم تارة وتسقط تارة أخرى. ستجد نفسك تدريجيًّا تستوعب وترى أن الوعي مهلك، ومن ثم تدرك وتعرف أن الإدراك موجع بشدة. لا أريد إخافتك لكني أريد تنبيهك، فهذا الطريق وُجد للإنسان الذي يبحث عن الحرية وللأسف نعيش في عالم كلُّ مكسب فيه يكون مقابل ثمن. سأمسك بيدك لتمر معي بمراحل تعرُّف الإنسان على ذاته وعلى من هو بالواقع، وليس ما يتمنى أن يكون.

مرحلة فكرية تتفحص فيها موروثاتك التي أعمتك عن الحقيقة، ومرحلة شعورية تتصل فيها بمشاعرك لتفرق بين السوي منها وغير السوي ومن ثم سنقيم سلوكياتك ويا لها من صدمة تلك التي تنتظرك إذا كنت من هؤلاء الذين يعتقدون أنهم عرفوا أنفسهم، فكمية الكذب على الذات الذي ستكشفه هذه الصفحات لك ستجعلك تضحك وتبكي في آن واحد. تضحك على السطحية التي كنت تعيش بها وتبكي على حالك لكونك ستدرك كم أنت غارق في محيط لا يرحم، وكل ثانية محسوبة عليك قبل الاختناق.

بعد أن تنتهي من معرفة نفسك ستجد نفسك وجهًا لوجه مع نوع من التطور الإنساني لربما لم تسمع به قط وهو التطور العمودي، وبه تخوض في عالم غير منطقي أو مألوف يصاحبه إجهاد ذهني وجسدي لكي تنمو وتولد من جديد، وهذا سيجعلك مدركًا أن كل صور التطور التي مررت بها حد الآن لم تتعد الأفقي المألوف.

في قسم بوابات الإنسان، سأعرفك على بواباتك الثلاث وهي العمل والمادة، العلاقات الذات. ستعرف أن الإنسان الاستراتيجي هو الذي يرى ما لا يُرى، يعرف كيف يلاحظ هذه البوابات عن بعد وكيف يقود نفسه لبر الأمان في توازن فيما بينهم، سيكون استباقيًا في مهاجمة بوابة الخلل الأكبر أولا ليحررها من العقد والمخاوف والمكبوتات اللعينة والتعلُّقات والنواقص، ومن ثم سينطلق للباب الآخر.

لكن لكي تكون محاربًا يشهر رمحه في وجه هذا الخلل عليك أولا أن تتحلى بالصلابة وهي للأسف لن تأتي لك من قراءة هذا الكتاب بل من الخوض في ساحة المعركة والمرور بالمواقف التراكمية والتعرض لطعنة تلو الأخرى، نعم هذه الطعنات قد تُسقطك ولكن عليك أن تنهض وتعود للمعركة وإلا ستُقتل. وتأكد من أن الهش الذي يخاف من صناعة الصلابة سيكون من المختبئين خلف الحصن يرتعد من هجوم العدو الذي سيقضي عليه بضربة واحدة فالهش سهل الانكسار. 

ستعرف هنا أيها المحارب أن العدو الحقيقي لك هو عقلك، فهو يريد الحفاظ عليك من خطر المعركة الجسدي ويريدك أن تحافظ على هويتك الذاتية التي تبنيتها منذ أن كنت طفلا الخطر النفسي على صورتك - ولهذا ستجده يستخدم أكثر سلاح فتاك عرفته البشرية وهو الخوف ولن تستطيع هزيمته حتى تدرك أن كل خوف هو وهم، وتسقط صورتك أمام الآخر وتحافظ على صورة واحدة لنفسك وهي كونك عظيما أمام ذاتك ذا قيمة مطلقة.

لتهزم هذا العدو الشرس الذي لا يعرف سوى البطش بالجميع فعليك أن تتقن انضباطك بعادات مثمرة ولا تتنازل في التعامل معه فهو خصم يستغل أي خطأ بسيط ليمرر سيفه في أغوار نفسك، ستكتشف أن هذا العقل قادر على خلق أمراض جسدية أقنعوك سابقا الأطباء الذين تثق بهم بصدق نية أن مصدرها عضوي فقط.

ستعرف دور الشغف أو الإتقان في خلق سعادة ذاتية تخدمك في حربك، وستفهم مغالطات كل ما يُسمَّى تطويرًا للذات التي ساهمت في كونك أسيرًا لهذا العقل الخبيث بدل أن تُحررك منه.

لكون المواقف مع البشر هي التي تكشف عقدك لا يمكن نسيان أهمية المرور ببعض المواقف العاطفية والاجتماعية التي ستكون مرآة ترى نفسك من خلالها. وقبل أن ننتهي لا يمكن أن نختم استعدادك بلا التعرف على مواقف وإسقاطات تصادفها بالعمل والمادة. وقبل أن تكون محاربًا جاهزا للحرب بثقة تامة، ستعرف التعريف الحقيقي للنضج وستكون مستعدًا بعد تكوينه لكل المعارك اليومية مع جنود العقل العقد النفسية - ويوما ما ستكون قادرًا على الانتصار في حربك مع الوحش الكاسر الذي أهلك الكثير وهو العقل.

القوانين التي سنخوض بها معًا في هذه الرحلة الشاقة ستجد بها مفاتيح سرية توصلك إلى بوابة الحرية هي ليست قوانين منسوخة من الكتب الأكاديمية بل وليدة واقع صراع الآلاف من المرضى والمراجعين من خلف أبواب العيادة. كل ما أطرح يتصل بالواقع بشكل مباشر، وسيكون عمليًّا جدًّا لتطبق فور إنهائك القراءة.

ملاحظات قبل القراءة

  • الكتاب سيكون على شكل قوانين للخلاص من الصراع النفسي ليس على شكل مفاهيم عامة مجردة، بل من خلال الحالات الواقعية لتقيس المفهوم على واقعك وتعرف كيف تطبقه.
  • ليس عليك أن تقرأ الكتاب بالترتيب فيمكن أن تبدأ حيث تجد نفسك عالقا في حياتك ومن ثم تنتقل إلى قسم آخر.
  • في نهاية كل قسم هناك تساؤلات وورقة عمل، أنصحك أن تأخذ وقتك في الإجابة عليها للحصول على الفائدة القصوى، ولتكون موجهًا لك في أثناء تطبيق المذكور في الكتاب في حياتك العملية.

رابط التحميل

للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا
Mohammed
Mohammed