استراتيجيات التفكير الإبداعي

استراتيجيات التفكير الإبداعي



إعداد : شامي بن محمد الظاهري
نشر : جامعة نايف للعلوم الأمنية
2011


مقدمة

يعد الإبداع ظاهرة إنسانية، وجدت منذ خلق الله البشرية، إذ كان الإنسان يبدع ويخترع كل جديد. والإبداع ليس وقفاً على أحد إلا أن الاهتمام العلمي المنظم بموضوع الإبداع بدأ في القرن الماضي إذ أصبح موضوعاً رئيسياً في علم النفس التطوير الإداري والتنمية البشرية ، وقد ارتبط بالمنافسة بين الدول الغربية في أثناء الحرب العالمية الثانية وظروف التسابق التكنولوجي بين الدول المتقدمة مما ساهم في بلورة هذا المفهوم.

وأصبح موضوع الإبداع من أكثر الموضوعات التي تجذب اهتمام الأكاديميين والممارسين على حد سواء ، وهذا الاهتمام بموضوع الإبداع يمكن تلمسه من خلال ظهور العديد من مراكز البحث الأكاديمية والمعاهد التدريبية ومنظمات الإبداع الفكري باعتباره مطلباً أساسياً من متطلبات التغيير والنجاح"الأفضل عمل إبداع واحد مميز ورئيسي في المنظمة عن عمل مجموعة من التحسينات الصغيرة 

ولقد كان ينظر إلى الإبداع باعتباره سمة شخصية ينفرد بها بعض الأشخاص دون غيرهم مثله في ذلك مثل الخصائص الموروثة التي لا يمكن تعلمها كالطول أو اللون أو الجنس غير أن هذه الرؤية لم تجد ما يدعمها في الواقع . فلقد أثبتت الأبحاث والدراسات في هذا المجال أن الإبداع هو علم وفن قابل للنمو والتطوير حيث يمكن تعلمه والتدريب عليه ، مثله في ذلك مثل أية مهارة أخرى.

ولقد تميز هذا العصر عن غيره بالمتغيرات والتطورات الكثيرة والسريعة في مختلف ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتقنية, الأمر الذي يتطلب أن تكون عملية الإبداع مؤسسية تعمل على توفير فرص التميز والإبداع لدى الفرد لكي يتكيف مع الظروف والمتغيرات والمستجدات المحيطة به كما يتطلب ذلك من المؤسسات سواء العامة منها أو الخاصة أن تكون على درجة عالية من الكفاءة والفاعلية والتي لا تتحقق إلا بجهود إبداعية متميزة. 

وهذا يتطلب من كافة المؤسسات التي تسعى للتطور والتقدم أن تتبنى سياسة تشجيع الإبداع وتهتم بالمبدعين من أجل اللحاق بركب الحضارة والتقدم الذي يشهده العالم هذه الأيام. وهكذا فإن درجة نجاح أية مؤسسة يتوقف على مدى استجابة العنصر البشري في الإدارة وقدرته على زيادة الإنتاجية.

رابط الكتاب

للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا
Mohammed
Mohammed