كتاب الفلسفة التربوية

الفلسفة التربوية 

علم - حلم - حكمة


تأليف : خليفة عبد الله سالم الريسي أبوزايد
نشر : دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر
تاريخ النشر : 2022



مقدمة الكتاب

ولأن التربية فن تاريخي من الفنون التي تداولتها الأمم والأجيال، وتتسابق به العصور والعلماء، وبحسب ما نستخلص من آراء وأفكار مفكريها ومنظريها أنها عمليات توجيه لنمو الناشئ، وتؤدي لنا شأن البشرية كيف تقلبت بها الأحوال، واتسعت الآراء وكثر المنطق وعمرت الأرض، وقدمت هذه التربية تعليل الكائنات ومبادئها بشكل دقيق وتعليم كيفيات الوقائع وأسبابها العميقة.

لذا نتحدث عن جهود العلماء في النمو الجسدي والعقلي والاجتماعي والخلقي والجمالي والعاطفي، لأنهم جسّدوا المثل الأعلى للوجود الإنساني، وتحقيق وعي الإنسان لذاته ووجوده في هذا العالم، بحيث يُرجع جميع آرائه وأفكاره إلى منطلقات وأفكار واضحة ومثالية، فيرفض الأفكار والآراء غير الصحيحة وغير المقبولة لديهم ولدى جميع الناس.

وقد عبر العلماء عن منهجهم الفلسفي بموجب قواعد يقينية تصل بالإنسان العارف إلى أعماق المعارف الصحيحة من دون عناء.
الفلسفة بصيغة عامة هي أسلوب منهجي بكل ما هو موجود، تسعى إلى معرفة الأشياء، فالفيلسوف هو الذي يبدأ بسؤال ، وينتهي بعلامة استفهام، وبين هذا وذاك يقترح الأجوبة الممكنة ويبررها وينتقد غيرها ويعلل ذلك بطرق مبرهن عليها.

أما التربية فهي مجموع العمليات التي يستطيع بها المجتمع أن ينقل معارفه وأهدافه المكتسبة ليحافظ على بقائه، ونعني في نفس الوقت التجدد المستمر لهذا التراث وللأفراد الذين يستعملونه فهي عملية نمو ليس لها هدف إلا المزيد من النمو.

وثمة علاقة قوية بين الفلسفة والتربية؛ حيث اهتم الكثير من الفلاسفة خلال العصور الوسطى والحديثة والقديمة بدراسة الفلسفة في بداية حياتهم، ثم يكملون دراستهم في فلسفة التربية، لتمثل الفلسفة المجهود المفسِّر للقضايا النظرية والفكرية، بينما التربية هي البيئة العلمية التي تترجم القضايا إلى عدة مهارات وعادات واتجاهات.

هدفنا من هذا الكتاب أن نبيّن معنى التربية وعلومها وأسسها التي كان معلمنا ومثالنا الأول فيها هو الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وسلّم) والتي تناولت كافة مجالات التربية الجسمية والعقلية، والوجدانية، لأن التربية تختص في مجال الفلسفة عموماً ، ولأنها الجانب العملي والتطبيقي لما تمثله الفلسفة من أبعاد ونظريات، توطد من خلالها الصلة بين هذين الجانبين، فالفلسفة من دون تربية هي ترف فكري، والتربية من دون فلسفة نشاط لا مستقبل له.

بعد ذلك تم تناول هذه الفلسفة من وجهة نظر الخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم ، وبعض علماء الأمة الإسلامية والأمة في العصر الإسلامي الأول ثم المتأخر، أيضاً تم تناول الإشعاع الحضاري لبعض المناطق الإسلامية متمثلة بجوامعها الكبيرة ذات النطاقات الواسعة والشاملة التي أخذت مكان الجامعات في ذلك الوقت لما كانت تقوم به من أبحاث وتعاليم ودروس.

وعن علم التربية قديماً عند اليونان والرومان، فهناك الذين يرون أنها تطبيق منهج ونظرة الفلسفة على التربية، بسبب دورها في تحديد الطريق الخاص بعملية التربية والمساهمة في تعديلها ونقلها لمواكبة الصراعات والمشكلات الثقافية، وصولا إلى العلماء المسلمين وانتهاءً بأوروبا وعلماء التربية فيها بين العصرين المتوسط والحديث، وكذلك القليل من البلدان العربية .

لا ننكر أن المعلومات الموجودة ضمن هذه الموضوعات كثيفة ومتشعبة، بذلنا جهدنا لأن نحيط بمعظمها ، ونرجو من الله أن نكون وصلنا إلى غايتنا فيه. والله من وراء القصد.


رابط الكتاب

للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا
Mohammed
Mohammed