كتاب الطب النفسي

وصف الكتاب

يعد الطب النفسي من أقدم الفنون لأن الأمراض النفسية كانت ساحة نزاع بين الفلاسفة و الحكماء والسحرة والمشعوذين ولم يأخذ إطاره الطبي و مكانته العلمية إلا منذ عقود من الزمن فهو من أحدث العلوم الطبية .

كان ينظر للمرضى النفسيين على أنهم متلبسون بأرواح شريرة أو بالجن والشياطين و أنهم من المغضوب عليهم ولا يستحقون إلا السجن والعقاب والنفي والإبعاد، ولم تتحسن هذه النظرة إلا منذ عهد قريب.

لكن مع ذلك برز خلال التاريخ عدد من الفلاسفة الذين قالوا بوجود المرض العقلي أمثال أفلاطون وأبوقراط و بعض الفراعنة، ثم في عهد الدولة الإسلامية تم إنشاء أول مستشفى للأمراض العقلية ببغداد عام 705 م

يعد الطبيب ابن سينا من أوائل من عالج المرضى النفسيين بطرق إنسانية وعلمية. أما في أوربا فيعد الطبيب الفرنسي بانيل أول من دعا لإطلاق حرية المرضى النفسيين من قيودهم في المشافي وإلى معاملتهم معاملة إنسانية، ثم تلاه توك في بريطانيا و كونولي في الولايات المتحدة.

في العصر الحديث تعد الاكتشافات الطبية في الفيزيولوجية العصبية نقطة الانطلاق التي قادت إلى معرفة آليات الأمراض النفسية وأسبابها ثم ما تلاه من مكتشفات علم الوراثة الجزيئية هذه التطورات هي من أعظم المكتشفات في الطب النفسي، والذي انعكس إيجابيا في تطور معلوماتنا حول الآلية الفيزيولوجية للأمراض ، وبالتالي علاجها الدوائي والنفسي . 

في هذا الكتاب تمت تغطية غالبية الاضطرابات النفسية التي تهم الطبيب الممارس والتي تساعده على حسن التعامل مع الحالات النفسية، وقد عمدت إلى الاختصار و التبسيط قدر الإمكان وزودت بعض المواضيع بالقصص السريرية لتقريب مفهوم المرض النفسي لأذهان الطلاب.