كتاب العلاج الأسري النسقي

العلاج الأسري النسقي

تأليف : عايش صباح
نشر : دار ابن النفيس

2022


مقدمة الكتاب

بدأ نمو "العلاج الأسري وممارسته منذ حوالي 70 عاما، وكان يمثل نقلة نوعية ومهمة في تقديم الارشاد والعلاج النفسي فبدلاً من التركيز العلاج الفردي كان تركيزه على "المساحة بين" الأشخاص الاتصالات وأنماط التفاعل) في الأسر، وأصبح الاهتمام بالعلاج هنا والآن بدلاً من الماضي، والأنماط والسلوكيات التي تعزز الأعراض وتحافظ عليها وتعوق قدرة الأسرة على إيجاد حلول صحية والاستفادة من نقاط القوة الكامنة فيها، وإن الحاجة إلى العلاج الأسري تعتبر ضرورية، فنحن نعيش حياتنا من خلال مجموعة من العلاقات، وعندما تسوء هذه العلاقات عاطفيًا أو نفسيًا يمكن أن تكون لها آثار مدوية علينا.

ومن وجهة نظر تاريخية، كانت الأسرة هي الحقل الأول والمفضّل للتدخل في العلاج النسقي والعلاج الأسري النسقي أو ذو التوجه النسقي يُعنى بالنظرية والممارسة النفسية التي تركز على نسق الفرد وعلاقته بالآخرين، وترجع جذورها إلى ردود الفعل حول الفردانية التي كان يتبناها التحليل النفسي، وهكذا ولد العلاج الأسري النسقي من خلال محاولة الاقتراب من المريض النفسي في سياقه وليس في وظيفته النفسية وحدها، وخلال نمو العلاج الأسري وتطوره كانت هناك العديد من القصص والروايات الثرية عن التاريخ والاتجاهات والقضايا الرئيسية خلال العقود الثلاثة الأولى، والتي كانت معبأة بمحتويات مختلفة ولكنها مترابطة وتتقاسم الكثير من تقاليد الممارسة ،والمفاهيم، فهي تقدم صورة متعددة الألوان للحقل الناشئ خلال ميلاده وطفولته ومراهقته وقد قمنا بالتطرق إليها بشيء من التفصيل في ثنايا الكتاب.

والآن حان الوقت للمضي قدمًا والنظر إلى مرحلة البلوغ لهذا العلاج الذي انتقل إلى مرحلة العلاج ما بعد الحداثي وما بعد البنيوي، أين تأثر العلاج الأسري في القرن الحادي والعشرين بشدة بما بعد الحداثة التي تشكك في حقيقة موضوعية واحدة، وتسلط الضوء على ذاتيـة المعالج بمـا فـي ذلك التحيز المحتمل للممارسة العلاجية، لذلك تركز ممارسة العلاج الأسري المعاصر بشكل أكبر نسبيًا من النماذج التقليدية على التعاون مع الأسرة طوال فترة العلاج والشفافية في العملية العلاجية.

وتختلف أساليب العلاج الأسري ما بعد الحداثة أيضـا عـن النماذج الكلاسيكية من حيث أنها لا تلتزم بالنموذج النسقي الذي يؤكد على التأثير الفردي على أداء الأسرة كنسق ثابت للتفاعلات الاجتماعية التي تحافظ على المشكلات، وعلى النقيض من النماذج الكلاسيكية للعلاج الأسري التي نظرت إلى الأسـر علـى أنها أنظمة متجانسة تقاوم التغيير، فإن مناهج ما بعد الحداثة في العلاج الأسري تنظر إلى الأسر على أنها ديناميكية ومتغيرة باستمرار بحيث قد يكون التعديل البسيط هو كل ما يلزم لإنتاج تأثيرات تموجية تغير الأسرة، كما تؤكد مناهج العلاج الأسري لما بعد الحداثة التي تأثرت بشدة بالحركة البنائية الاجتماعية في الثمانينيات على كيفية بناء اهتمامات الأسرة والأفراد اجتماعيًا كأفراد في مجتمع أكبر ، والبناء المشترك مع المعالج.

وفي هذا الكتاب حاولنا تسليط الضوء على مختلف جوانب العلاج الأسري من خلال التطرق أولا إلى جذوره النسقية والمقاربة النسقية في العلاج الأسري ، وعبر الفصول اللاحقة قمنا باستعراض سبعة نماذج راسخة للعلاج الأسري وافتراضـات كــل مدرسة حول طبيعة وأصل الخلل النفسي.

وبهذا سيكون هذا الكتاب قد أحاط بمختلف الموضوعات والمجالات المتعلقة بالعلاج الأسري وجدوره النسقية كي يكون مرجعا للطلبة والباحثين في مجال الأسرة والعلاج الأسري.


رابط الكتاب

للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا
Mohammed
Mohammed