كتاب فهم التعلم و التدريس

لقد عرضنا في من فصول هذا الكتاب رؤيتنا الخاصة لمسألة التعلم والتدريس، وتتبعنا الخطوط العريضة لأهم أعمال البحث التي عنيت بدراسة تلك المسألة الحساسة وعمدنا إلى تفسير نتائجها وفق منظور يتفق بطبيعة الحال ورؤيتنا الخاصة للمسألة. وعمدنا إلى تقديم لمحة موجزة عن رؤيتنا لطبيعة عمليتي التعلم والتدريس ، لننتقل بعدها إلى استعراض المبادئ الأساسية فيما يخص تطوير عملية التعلم عند الطلاب وتحسين نوعية مخرجات التعلم. ومن ثم بحثنا في انعكاسات تلك الرؤية والمبادئ المنبثقة عنها على الواقع العملي للتعلم والتدريس في صفوف الجامعة، وكذلك على أعمال البحث في التعلم والتدريس ضمن إطار الصف. وعلى أفاق تطوير العملية الأكاديمية كلها. ونظرة إلى مكنونات أنفسنا، نستكشف فيها أثر تلك الرؤية على وعينا الذاتي لطبيعة عمليتي التعلم والتدريس، وطبيعة مسألة تطوير العملية الأكاديمية.

وهذا الكتاب متعدد المستويات في خطابه، وهو موجه، أولاً، إلى المهتمين بالعملية الأكاديمية بشقيها: التدريس والتعلم، في التعليم العالي. ويركز الكتاب على خبرات تعلم الطلاب، ويربط الأفكار التي تقدمها الأبحاث بخبرات التدريس للمعلمين في التعليم العالي، مؤكدا أن الطريق إلى الأمام هو التركيز على مواقف التعلم والتدريس مع الحفاظ على جودة التعلم. ثانيًا: الكتاب موجه للمهتمين باستكشاف المبادئ التي تقوم عليها طرق التدريس المختلفة، بما في ذلك التعليم عن بعد. التدريس في بيئة ثقافية متنوعة، وكذلك استخدام التقنيات الحديثة في التدريس. وأخيراً الكتاب موجه إلى أساتذة الجامعات الذين يرغبون في تطوير وإضافة العناصر البحثية إلى أنشطتهم التعليمية. لا يعرض الكتاب أهم وأحدث النتائج في بحوث التعليم والتعلم فحسب، بل يستعرض أيضًا النتائج والأسلوب والأساليب في كثير من الحالات. كما يتضمن الكثير من التفاصيل حول الأسئلة والأساليب التي ستوفر فائدة مباشرة للأساتذة والباحثين في سعيهم لاستكشاف واقع العملية التعليمية التي يقودونها.