التفكير التأملي
تعريف التفكير التأملي
يعتبر التفكير التأملي من أرقى أنماط التفكير الذي يعتمد على الموضوعية وتركيز الاهتمام وتوجيهه إلى المشكلة وتفسير الظواهر والأحداث، ولقد اجتهد العلماء في تعريف التفكير التأملي لما له من أهمية في توجيه سلوك الفرد ، لذا تعددت التعريفات نذكر منها :تعريف Hilal.K & Demet.D على أنه طرح الأسئلة والتعلم من خلال الدروس الشخصية التي مر بها الفرد في الماضي والحاضر والتفكير فيما يجب القيام به لتحسين
ويرى Gunes. F انه نوع من التفكير يتضمن تكوين فرضيات مختلفة، والعمل على هذه الفرضيات واختبارها وجمع البيانات عن طريق الاستقراء والوصول إلى النتائج عن طريق الاستنتاج.
وعرفه كل من عدنان يوسف عبد الناصر ذياب موفق بشارة ( 2014) على أن التفكير التأملي هو التفكير الذي يتأمل فيه الفرد الموقف الذي أمامه، ويحلله إلى عناصره، ويرسم الخطط اللازمة لفهمه بهدف الوصول إلى النتائج التي يتطلبها الموقف، وتقويم النتائج فى ضوء الخطط المرسومة.
كما عرفه جودت سعادة (2015) على أنه هو ذلك النمط من التفكير المرتبط بالوعي الذاتي، والمعرفة الذاتية أو التأمل الذاتي ، والذى يعتمد على التمعن ومراقبة النفس والنظر بعمق إلى الأمور.
وعرفه محسن عطية (2015) بأنه تفكير مقصود موجه نحو أهداف محددة وهو ما يستخدم عندما يتصدى التفكير لحل مشكلة تواجه الفرد أو تمثل تحدياً له؛ فهو نشاط عقلي هادف بمعنى أن هذا النوع من التفكير محكوم بوجود هدف يوجهه وهو حل المشكلة
وأشار 2015 Tican& Taspinar أن التفكير التأملي أحد أنواع التفكير الذي يشمل التفكير في مشكلة ما وتقييمها بجدية فى العقل .
ويعد التفكير التأملي نمط من أنماط التفكير القصدي أو العلمي الذى يشير إلى التفكير المنظم والمخطط له بمستوى عال من العمليات الذهنية لتحقيق أهداف معينة ويحتاج إلى كفاءة كفهم واستيعاب الخبرات المتعلمة وتخزينها فى الذاكرة طويلة المدى ، وهو نتيجة للتفاعل بين نمو النفس فى الدماغ والمحفزات المتنوعة من البيئة الخارجية
ووصف جون ديوى التفكير التأملي من خلال ثلاث مفاهيم أساسية :
- أولاً : أنه تفكير منظم بصورة عمدية وإجرائية ولابد أن ترتبط كل وحدة فكرية بالوحدة الأخرى من التفكير.
- ثانياً: التفكير التأملي ينشأ عند الحاجة لإيجاد حل لموقف محير.
- ثالثاً : التفكير التأملي يتكون من تشغيل الموضوع فى العقل وإعطائه اعتبار جاداً وإجرائيا.
مما سبق يتضح أن التفكير التأملي :
- أنه تفكير مقصود موجه نحو تحقيق أهداف محددة.
- يحلل الموقف إلى عناصر مختلفة ويساعد فى ادراك العلاقات بينهما.
- يساعد الفرد على طرح الأسئلة والتأمل للوصول إلى حل المشكلات التي تواجهه.
- يربط بين الخبرات والمعارف السابقة والحالية للفرد.
- يعزز على وضع الخطط حيث يراقب ويقيم الفرد أسلوبه في الخطوات التي يتبعها للوصول للحل.
مهارات التفكير التأملي
نظراً لتعدد آراء الباحثين حول مفهوم التفكير التأملي فقد انعكس ذلك على تحديد مهاراته حيث تعددت آراء التربويين والباحثين حول مهارات التفكير التأمليترى سهيلة محمد، موفق سليم، 2012 أن التفكير التأملي ينطوي على أربع مهارات أساسية وهي :
- توليد المعرفة ذات المعنى
- الحوار والتأمل
- ربط عناصر المعرفة
- التخطيط التأملي
- أولاً: مهارات الاستقصاء وتتضمن جميع البيانات وتحليلها، والفحص الدقيق للمعلومات، وتكوين الفروض والتوصل إلى استنتاجات مناسبة، وتقديم تفسيرات منطقية للمشكلة.
- ثانياً: مهارات التفكير الناقد حيث تشمل مهارات الاستنتاج والاستنباط والاستدلال وتقويم الحجج والمناقشات.
وأكدت دراسة (2014 ,.Fariba Mirzaei& et al) بعنوان قياس مهارات التفكير التأملي لدى المعلمين على أن مهارات التفكير التأملي هي :
- مهارة الملاحظة: وتتم من خلال طرق عديدة منها الكتابة والتسجيل بالفيديو أو الصوت
- مهارة الاتصال : وفيها يتم تطوير أدوات الاتصال من خلال الاحتفاظ بمجله تعليميه أو مذكرات شخصيه أو البورتوفوليو الأكثر رسميه مع المعلم، ويمكن للمعلمين طرح اسأله مفتوحة حول حلقة تعليميه معينه وتدوين انطباعاتهم باستخدام احدي طرق التسجيل التأليه: ماذا كنت افعل؟ ماذا افعل؟ ماذا حدث؟ ماذا يحدث؟ ما الذي أدى إلى هذا؟ ولماذا؟
- مهارة الحكم من اجل تحليل موقف أو حدث، وهنا يكون وصف لما يحث ووجهت النظر تكون محايده إلا حداً ما، مجرد وصف ما يحدث أثناء الحدث قد يكون مشكله أيضا، ويمكن للمعلمين بمهارة بدلا من ذلك دمج تفاصيل الحدث مع الحكم أو مع تفسيرات ونظريات إضافية بصفتك قاضيا من المهم العثور على أفضل فكره وعدم انتظار الفكرة المثالية.
- مهارة اتخاذ القرار : استخدام أنواع مختلفة من استراتيجيات الممارسات التأملية، ويتخذ المعلومون قرارات لاتخاذ مزيد من الإجراءات فى الواقع تساعد على استكشاف قوة الدرس وضعفه بشكل أعمق من خلال الحوار والتفكير النقدي في الممارسات.
- مهارة العمل الجماعي : سيجد المعلم نفسه يعمل فى عدد من الفرق منذ بداية مسيرته التدريسية مثل الموضوع أو فريق المناهج، ويعد التدريس المشترك واستعلام الممارسات التعاوني والبحث من الأدوات التي تدعم مهارات العمل الجماعي للمعلمين.
كما تصنف (صفاء أحمد ، 2014) مهارات التفكير التأملي إلى: الانفتاح الذهني حول الاحتمالات البديلة، وتوافر الفضول والحماس، والتوجه الذاتي، والمسئولية الفكرية.
ويذكر جمال محمد، 2017 قائمة مهارات للتفكير التأملي وهى :
- تحديد السبب الرئيسي للمشكلة.
- تقديم عدة بدائل لحل المشكلة.
- استخدام خطوات منظمة لحل المشكلة.
- تقديم حل المشكلة.
- التوصل إلى استنتاجات مناسبة.
- تقديم تفسيرات منطقية.
مما سبق يتضح أن التفكير التأملي يشمل خمس مهارات أساسية وهي :
الملاحظة والتأمل (الرؤية البصرية)
يقصد بها القدرة على عرض جوانب المشكلة والتعرف على مكوناتها سواء كان ذلك من خلال المشكلة أو إعطاء رسم أو شكل بين مكوناتها بحيث يمكن اكتشاف العلاقة الموجودة بصرياً
يقصد بها القدرة على عرض جوانب المشكلة والتعرف على مكوناتها سواء كان ذلك من خلال المشكلة أو إعطاء رسم أو شكل بين مكوناتها بحيث يمكن اكتشاف العلاقة الموجودة بصرياً
الكشف عن المغالطات
القدرة على تحديد الفجوات فى المشكلة وذلك من خلال تحديد العلاقات غير الصحيحة أو غير المنطقية أو تحديد بعض الخطوات الخاطئة في إنجاز المهام التربوية.
القدرة على تحديد الفجوات فى المشكلة وذلك من خلال تحديد العلاقات غير الصحيحة أو غير المنطقية أو تحديد بعض الخطوات الخاطئة في إنجاز المهام التربوية.
الوصول إلى استنتاجات
القدرة على التوصل إلى علاقة منطقية معينة من خلال رؤية مضمون المشكلة والتوصل إلى نتائج مناسبة.
إعطاء تفسيرات مقنعة
القدرة على إعطاء معنى منطقي للنتائج أو العلاقات الرابطة ، وقد يكون هذا المعنى معتداً على معلومات سابقة أو على طبيعة المشكلة وخصائصها.
القدرة على إعطاء معنى منطقي للنتائج أو العلاقات الرابطة ، وقد يكون هذا المعنى معتداً على معلومات سابقة أو على طبيعة المشكلة وخصائصها.
وضع حلول مقترحة
القدرة على وضع خطوات منطقية لحل المشكلة المطروحة وتقوم تلك الخطوات على تطورات ذهنية متوقعة للمشكلة المطروحة.
القدرة على وضع خطوات منطقية لحل المشكلة المطروحة وتقوم تلك الخطوات على تطورات ذهنية متوقعة للمشكلة المطروحة.
أهمية التفكير التأملي
تتجلى أهمية التفكير التأملي أكثر ما يكون في ضوء ما طرأ من تعقيدات على طبيعة المجتمع الحديث، لاسيما ونحن نرى هذا الفيض الهائل من المعلومات التي تظهر يومياً، بل وتتغير بشكل دائم، وهو ما يقتضي بدوره أن يمتلك الإنسان المعاصر للأدوات المناسبة للتعامل مع هذا الفيض المعرفي ، ليكون قادراً على أن يعيد التفكير فيه بشكل مستمر .ويقود التفكير التأملي إلى الاستقلالية في التفكير والعمل، بالإضافة إلى أنه يزيد من طرق المعالجة الفعالة للمشكلات؛ لذا تعد تنمية التفكير من أكثر أهداف المدرسة الحديثة إلحاحاً؛ وذلك نظراً للتقدم المعرفي الهائل الذي يشهده هذا القرن، وكثرة المشكلات التي تحتاج إلى حل ومعالجة وفق الأسس العلمية .
والشخص الذي يفكر تفكيراً تأملياً لدية القدرة على إدراك العلاقات وعمل الملخصات والاستفادة من المعلومات في تدعيم وجهة نظره وتحليل المقدمات ومراجعة البدائل والبحث واستبعاد المعلومات غير المناسبة. وعن طريقه يمكن تقليل عامل الخطأ لدى المتعلم في حل المشكلات وكذلك تشجيع المتعلمون على الحصول على أفضل طرق فى تحقيق أهداف التعلم.
والتفكير التأملي يساعد الطفل على :
- يساعد الطفل على البحث عن المعلومات وينمى رغبته واتجاهاته نحو خطوات مدروسة.
- يجعل الطفل أكثر دافعية للتعلم بشكل منظم.
- ينمي لدى الطفل مهارات حل المشكلات، ويدربه على خطوات منهجية علمية للوصول للحل.
- يوجه الطفل لعملية التخطيط والمراقبة دائماً، وتقييم العمليات والخطوات التي يتخذها لإصدار أحكام
- يجعل الطفل أكثر قدرة على مواجهة حياته، وتقدير ذاته.
- يسهم في تنمية قدرات الأطفال على التفكير في المفاهيم المجردة والمحسوسة.
- يعمل على ربط المعلومات الجديدة بالفهم والخبرات السابقة، ويساعد على توظيفها في المواقف اللازمة.
- يسهم في تنمية التفاعل الاجتماعي بين الأطفال من جهة، وبين المعلمة من جهة أخرى، بصورة تدعم عملية التعلم وتزيد من فاعلية.
الطرق التربوية التي تساعد على تنمية مهارات التفكير التأملي
يؤكد العديد من الباحثين أن تطوير العملية التعليمية يحتاج إلى اختيار استراتيجيات التدريس المناسبة، والوسائل التعليمة التي تفيد المعلمة داخل البيئة الصفية، ومن أحدث الطرق التدريسية التي يتوجه إليها التربويين في الوقت الحالي اختيار استراتيجيات تعلم تجعل المتعلم هو محور العملية التعليمية والبعد عن الأساليب التقليدية كالتلقين والحفظ.ويشير زكريا مرتجى، فؤاد العاجز (2016) أن طريقة الحوار والبناء، والمناقشة المفتوحة، والعصف الذهني، وأسلوب حل المشكلات الاستقصاء، التعلم الذاتي، وكذلك التركيز على الأسئلة ذات النهايات المفتوحة، واستخدام الأنشطة التدريسية، تعمل على تنمية مهارات التفكير العليا (الناقد، الإبداعي، التأملي)، وكذلك إكساب الطلبة مهارات البحث والاطلاع وطرح الأسئلة التي تساعد على إثارة تفكيرهم وتحدى قدراتهم.
ويرى فرج أبو كيل، 2020 أن المناقشات التأملية لها دور فعال بين المعلمة والطفل حيث أنه يتطلب على المتعلمين القيام بتحليل كيفية أدائهم للمهام، والتفكير فيما يمكن أن يساعدهم ليكونوا أكثر فاعلية في أداء المهام اللاحقة، وذلك يكون من خلال الدور الحيوي للمعلمة في تقديم مجموعة من الأسئلة التأملية للطفل لكي يفكر مثل ما الذي قمت بعمله؟ ما الذي احتاج لعملة؟ وللأنشطة دور فعال في تنمية تفكير الطفل
يستخل مما سبق أنه يجب التنوع في عرض الأنشطة على أطفال الروضة ومراعات الفروق الفردية، والإهتمام بطرق عرض المثيرات على الأطفال وتنوع الإستراتيجيات المستخدمة والبعد عن طرق العرض التقليدية المباشرة ، مع التأكيد على ملائمتها للمستوى العقلي لهذه المرحلة العمرية. كل ذلك سيساعد على تنمية مهارات التفكير لدى أطفال الروضة مع إعطاء كل طفل المساحة الكافية من التفكير والتأمل وحرية التعبير عما يراه ويلاحظه واستخدام المعلمة لاستراتيجية العصف الذهني يتيح للطفل الانطلاق بأفكاره وعدم تقييد أي فكرة.