كتاب اللاوعي

اللاوعي



تأليف : إليزابيت رودينسكو
ترجمة : نولة درويش
نشر : المركز القومي للترجمة


ما اللاوعي بالضبط ؟

إنه أشبه بجبل الثلج الذي يطفو على سطح البحر، أي: كما تعلم تلك الكتلة الثلجية العائمة التي تظهر فوق البحر في المناطق المقاربة للقطب الشمالي: إنها كتلة مثلجة، تبدو كالتائهة، وهي مدببة ومشطوفة قد تكون قصيرة أو أن عوامل التعرية قد أثرت في حجمها. فلنتخيل لحظة هذا الشيء الجميل الساكن الذي يعوم نصفه على السطح بينما ينغمس النصف الآخر في أعماق المحيطات. والواقع أن النصفين ليسا متساويين؛ فالجزء الخفي هو الأهم والأكثر خطورة ربما لأنه يظل متخفيا؛ وهو الأمر الذي يدركه جميع البحارة الذين يهابون منه أكثر مما يخشون الجزء المرئي لهذا الجبل. 

فاللاوعي هو ذلك الجزء الغاطس للجبل الذي يتكون من عدة طبقات تحتوي على جسور وخنادق، ومتاهات؛ ويمكننا مقارنة اللاوعي ببيت عائم لا نستطيع تحديد معالمه بدقة ولكننا نشعر بوجوده.

ولكن كيف يمكن أن يكون هذا البيت حاضرًا وغائبًا، عائمًا وجامدًا في الوقت نفسه ؟
ذلك لأنه بيت أشبه بالمركب الذي يسير بلا دفة، ولا شراع أو محرك ؛ إننا لا نعلم شكل هذا المركب أو المكان الذي سوف يرسو فيه؛ وبهذا المعنى، فإن اللاوعي - الذي يمكن مقارنته بالمنزل المشار إليه - هو عبارة عن حالة من عدم الوعي، أي عن نشاط لا يخضع للمنطق. 

حينما نجد شخصًا غير واع، يقال :إنه مجنون، أو إنه فقد الوعي بمعنى أغمي عليه. والإنسان واع حينما يدرك ما الذي يفعله، وبالتالي يتحكم في مشاعره إلى هذا الحد أو ذاك، بينما حينما يكون غير واع، فإنما لا يعلم ما يتم في المخ، أو كأننا في حالة النوم.

هناك فرق بين فقدان الوعي وأن يكون للإنسان لاوعي : "لأن فقدان الوعي أو العقل معناه القيام بأفعال مجنونة أما امتلاك اللاوعي فيعني أن بداخلنا ذلك المنزل أو المكان الذي يهرب من سيطرة وعينا، وهو مملوء بالخيال والحدس والمشاعر. واللاوعي هو حينما لا تتخذ قرارًا أو حينما تنطق بشيء لم تكن تريد أن تقوله".


رابط الكتاب

للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا
Mohammed
Mohammed