كتاب مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي

مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي



تأليف : رولو ماي وإرفين يالوم
ترجمة : عادل مصطفى
مراجعة : غسان يعقوب
نشر : هنداوي




مقدمة

نشأ العلاج الوجودي بشكل تلقائي في أوروبا في الأربعينيات والخمسينيات، إذ تفتقت عنه أذهان عدد من علماء النفس والأطباء النفسيين وتجلى في كتاباتهم. لقد كان هؤلاء مهمومين بإيجاد طريقة نفهم بها الكائن الإنساني تكون أكثر وثوقًا وجوهرية من تلك التي كانت تطرحها مدارس العلاج النفسي المعروفة في ذلك الحين. 

يقول لودفيج بنسفانجر، أحد المتحدثين بلسان العلاج الوجودي: «لقد نشأ العلاج الوجودي عن عدم ارتياحنا للمدارس السائدة التي تحاول أن تحقق لنفسها نوعًا من التبصر العلمي في مجال الطلب النفسي.» لم يكن هؤلاء المعالجون يجحدون أهمية الكشوف الجذرية لتلك المدارس. إن مرتكزات من مثل الدوافع drives في السيكولوجيا الفرويدية، والإشراط conditioning' عند السلوكيين، والنماذج البدئية archetypes عند أتباع يونج كلها أشياء لا غبار عليها في ذاتها. 

ولكن أين هو الشخص الحقيقي المباشر الذي تحدث له هذه الأشياء وتجري فيه هذه المجريات؟ وكيف لنا أن نثق أننا نرى المرضى على ما هم عليه بالفعل، وأن ما نراه ليس ببساطة – مجرد إسقاط لنظرياتنا الخاصة عن هؤلاء المرضى؟

كان هؤلاء المعالجون على وعي حاد بأننا نعيش مرحلة تاريخية انتقالية، كل إنسان فيها يشعر بأنه مغترب عن إخوانه البشر، تهدده الحرب النووية والضوائق الاقتصادية، ويحيره اهتزاز القيم وتبدل الأعراف الثقافية كلها تقريبًا تبدلًا جذريا سواء تلك المتعلقة بالزواج أو بغيره من التقاليد الراسخة كل إنسان، باختصار مكتنف بالقلق محاصر بالضغوط.

ليس العلاج النفسي الوجودي مدخلًا تقنيًّا محددًا يقدم مجموعة جديدة من القواعد العلاجية؛ بل هو توجه جديد يطرح تساؤلات عميقة حول طبيعة الكائن البشري، وحول طبيعة الخبرات الأساسية من مثل القلق واليأس والحزن والوحشة والعزلة واللانظامية anomie. ويتناول بشكل محوري إشكالية الإبداع وإشكالية الحب. وباستكناه عميق لمعاني هذه الخبرات البشرية يصوغ المعالجون الوجوديون طرقًا علاجية تتنكب الخطأ الشائع في كل المدارس العلاجية خطأ تشويه الكائنات البشرية بذات الجهد المبذول لمساعدتهم، وتخريبهم بنيَّة علاجهم!

رابط الكتاب

للحصول على نسخة اضغط هنا 👈📗
Mohammed
Mohammed