كتاب التربية في الوطن العربي

التربية في الوطن العربي



تأليف :عيسى علي
نشر : منشورات جامعة دمشق
2018


مقدمة الكتاب

تواجه البلدان العربية حالياً ، مرحلة تُعدّ من أعقد وأدق مراحل تطورها في العصر الحديث، نظراً للمتغيرات الدراماتيكية التي حدثت وتحدث على الساحتين الدولية والقومية، والتي تتجلى أكثر ما تتجلى، بالتحولات السياسية والاقتصادية والثقافية في بلدان العالم المختلفة، وخاصة تلك التي عاشت ولعقود طويلة متقوقعة على نفسها، وما أن بدأت رياح التغيير تهب، حتى امتشقت أمضى أسلحتها ونفضت عنها غبار التخلف والقهر متسلحة بقوة جماهيرها وعنادها في أن ترسم لها موقعاً بين المجتمعات السائرة نحو الحرية والتقدم . ولم تنظر المجتمعات العربية إلى هذه المتغيرات، نظرة المراقب فحسب، بل نظرة المدرك لما يجري من حولها، وأن هذه المتغيرات لا بد لها من أن تلقي بكاهلها عليها، شاءت ذلك أم أبت، وأن الوقت قد حان للبدء بإجراء الإصلاح الشامل لكل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية.... 

ولم تكن التربية بمنأى عن التغيير، كونها الأداة الأمضى والوسيلة المثلى لإحداث الإصلاح من هذا المنطلق عمدت العديد من الدول العربية إلى إعادة بناء قوانينها السياسية والاقتصادية والتربوية، في محاولة منها لمواكبة المستجدات على الساحتين العربية والعالمية. حقيقة أن هذه المحاولات خجولة جداً ولا تلبي ما تطمح إليه المجتمعات العربية، في عصر الانفتاح والتشاركية والمعلوماتية والديمقراطية وحقوق الإنسان.... ولكن الوقت لم يمض بعد للحكم على مثل هذه التجارب، كما يرى بعض المهتمين بالشأن العربي. والسؤال المطروح في ضوء ذلك، هل تستطيع البلدان العربية حل مشكلاتها المختلفة، وفق رؤية إستراتيجية تحقق الإصلاح المنشود لمجتمعاتها ؟.

وفي الشأن التربوي تحديداً، هل تستطيع البلدان العربية تجاوز مشكلاتها التربوية المستعصية على الحل منذ عقود، من مثل : الأمية والبحث العلمي والتخطيط التربوي وتعليم المرأة والكفاية الداخلية والخارجية لأنظمتها التربوية وإعداد المعلمين ... الخ .؟. إن الإجابة عن مثل هذه التساؤلات تفرض علينا أولاً تعرف الواقع التربوي في البلدان العربية وآفاق تطوره في المستقبل، وهذا ما عمدنا إلى تحقيقه في هذا الكتاب الذي يتناول التربية في الوطن العربي، الماضي والحاضر والمستقبل.

محتويات الكتاب

يتناول الباب الأول منه، تطور التربية العربية في العصر الحديث، وذلك من خلال فصوله الأربع. يتحدث الفصل الأول، عن العصر الحديث وبداياته الفكرية والعلمية والتربوية. ويدور الفصل الثاني، حول عصر التنوير العربي وانعكاساته القومية والتربوية على الساحة العربية. وعن التربية العربية في النصف الثاني من القرن العشرين، فقد خصصنا الفصل الثالث ليتحدث عن محاولات التقريب بين الأنظمة التربوية في البلدان العربية، بعد عقود مديدة من الاحتلال الأجنبي للوطن العربي، وتمزيقه إلى دويلات وكيانات. ويدور الفصل الرابع عن العوامل المؤثرة في تطور التربية العربية.

ويتناول الباب الثاني، مكونات النظم التربوية العربية، وذلك من خلال أربعة فصول يتحدث الفصل الأول عن الأهداف التربوية في البلدان العربية، والفصل الثاني يتحدث عن واقع النظم التربوية والتعليمية في البلدان العربية وقد خصصننا الفصل الثالث للحديث عن الإدارة التربوية في البلدان العربية. ونظراً لأهمية المعلم ودوره الفاعل في العملية التربوية، فقد أفردنا الفصل الرابع للحديث عن عملية إعداد المعلمين وتأهيلهم في البلدان العربية. 

ونظراً لعمق المشكلات التربوية في البلدان العربية وتنوعها، فقد خصصننا الباب الثالث من هذا الكتاب للحديث عن هذه المشكلات عبر فصوله الستة. يتناول الفصل الأول منه، أهم مشكلة اجتماعية تنموية تربوية، تواجهها البلدان العربية في تاريخها الحديث والمعاصر، ألا وهي مشكلة الأمية. أما الفصل الثاني فيدور حول عمليات الإنفاق على التعليم في البلدان العربية، وأن المشكل الرئيس في كيفية تأمين مصادر مالية للتربية في العقود القادمة. ومن أخطر المشكلات التي تعانيها البلدان العربية، مشكلة النزيف لخيرة عقول الأمة، هذا هو موضوع الفصل الثالث. أما الفصل الرابع فيتحدث عن واقع التخطيط التربوي في البلدان العربية وآفاقه المستقبلية والفصل الخامس يتحدث عن الفلسفة التربوية في البلدان العربية، وأن مجمل المشكلات التربوية العربية تعود إلى غياب الفلسفة التربوية، التي تشكل الإطار النظري للتربية العربية. وفي رؤية شبه متكاملة. ومن خلال قراءتنا للواقع التربوي العربي، حاولنا استقراء آفاق تطوير التربية في البلدان العربية خلال المرحلة القادمة.

رابط الكتاب

للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا
Mohammed
Mohammed