كتاب القياس والتقويم لأنشطة رياض الأطفال

مقدمة الكتاب

تعد مرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الإنسان إن لم يكن أهمها علــى الإطلاق، إذ أنها المرحلة التي تتشكل فيها شخصيته وما ينطوي عليهـا مـن جوانب تنعكس على تصرفاته وسلوكاته مستقبلاً. لذا ليس من المستغرب ذلك الاهتمام المستمر والدائم بهذه المرحلة وبطفل هذه المرحلة من المختصين وغير المختصين بغية الوصول إلى فهم أفضل للطفل ونموه، وتوجه نموه بما يمكنه من الاستفادة - هو ومجتمعه - من مصادره الذاتية أفضل استفادة.


ولعل الفهم الأفضل للطفل يستلزم من العاملين معه معرفة ما يمتلك من خصائص وصفات كماً ونوعاً سواء أكانت بالاتجاه السوي أو غير السوي. وتتطلب هذه المعرفة القيام بإجراءات التقويم والقياس لتكون أقرب ما تكون إلى الدقة والموضوعية والعلمية. لذا جاء هذا الكتاب ليقدم للعاملين مع الطفل عموماً، وطفل الروضة خصوصاً، بعضاً من الطرائق والإجراءات التي تستخدم لتقويمه وتقويم كل ما يكون على صلة مباشرة أو غير مباشرة في توجيه نموه بالاتجاه الصحيح كالمناهج والمعلمين وغير ذلك. متوخين من ورائه الأهداف التالية :

1. التعريف بمفهوم القياس والتقويم بشكل عام مع تركيز على أهميتهما واستخدامهما في ميدان الطفولة والأطفال.
2. التعريف بالأغراض التي يحققها القياس والتقويم في توجيه نمو الطفل في الاتجاه الصحيح، وفي مواجهة المشكلات التي تواجه هذا النمو.
3. بناء اتجاهات إيجابية نحو الدراسة الموضوعية والبحث لمشكلات القياس والتقويم في مرحلة الطفولة.
4. التعريف ببعض الوسائل والأدوات المستخدمة في القياس والتقويم في مرحلة رياض الأطفال والجوانب التي يمكن أن تكون موضوعاً للتطبيق فيها.
5. إكساب المهارات اللازمة لاستخدام هذه الوسائل من قبل العاملين مع الطفل.

ومن أجل تحقيق هذه الأهداف قسم الكتاب إلى تسعة فصول، تضمن الفصل الأول تعريفاً بالقياس والتقويم، وتطرق الفصل الثاني لموضوع القياس والتقويم في العملية التربوية، ثم جاء الفصلان الثالث والرابع ليلقيا الضوء على تصنيف المقاييس التربوية والنفسية وشروط صلاحيتها، بينما ناقش الفصل الخامس تصميم وبناء أدوات القياس، وعالج الفصل السادس طرائق دراسة الطفل في حين أفرد الفصل السابع لمناقشة وسائل التقويم في رياض الأطفال، ثم جاء الفصل الثامن ليعرف القارئ بمجالات تقويم طفل الروضة، أما الفصل التاسع فقد عالج تقويم المنهاج والمعلمة في رياض الأطفال.