الوسائل التعليمية والمنهج
تأليف : أحمد خيري كاظم - جابر عبد الحميد جابر
نشر : دار النهضة العربية
مقدمة الكتاب
ترتبط أساليب التدريس ووسائله ارتباطاً وثيقاً بالمناهج الدراسية ، وهى من الناحية العملية جزء لا ينفصل عنها . وينبغي أن تستخدم هذه الأساليب والوسائل في ضوء علاقاتها الوظيفية بعمليات التعليم والتعلم باعتبارها عمليات متكاملة . وهى ليست غايات فى حد ذاتها ، وإنما هي وسائل لغايات ، وهذه الغايات هي تحسين العملية التعليمية وجعلها أكثر كفاية وقدرة على إحداث نتائج التعلم المرغوب فيها .ويتناول هذا الكتاب موضوع الوسائل التعليمية في إطار شامل ، لكى يساعد المدرسين فى مختلف المراحل التعليمية ، على تكوين وجهة نظر شاملة وواضحة يسترشدون بها ويعملون على أساسها حين يستخدمون هذه الوسائل في المواقف التعليمية المختلفة ، فالكتاب في الفصل الأول يناقش الاتصال وعلاقته بالتربية والتعليم ، مبيناً أن وسائل التعلم اللفظية لم تعد وحدها كافية لتحقيق أهداف المناهج في المدرسة الحديثة . وأنه لا بد للمدرس من ان يتقن إلى جانب استخدامه اللغة اللفظية لغات ووسائل اتصال أخرى سمعية وبصرية .
وقد تناول الفصل الثاني شرح أهم خصائص هذه الوسائل السمعية والبصرية بصورة تساعد المدرس على تكوين وجهة نظر صحيحة عن علاقة هذه الوسائل بالعملية التعليمية، وبيان إسهاماتها المتعددة في مجال التعليم والتعلم . وقد عرضنا باختصار في الفصل الثالث لأنواع هذه الوسائل حيث ناقشنا فيه مخروط الخبرة ، بمستوياته المختلفة . وفي الفصل الرابع فصلنا الحديث عن طبيعة الإدراك الحسي وأهميته وخصائصه الأساسية، مبرزين علاقة الوسائل السمعية والبصرية بعمليات التفكير والفهم والدافعية والتذكر والنسيان وغير ذلك من النشاط العقلى ، لأن مثل هذه المعرفة في اعتقادنا ضرورية لكى يتبين المدرس في ضوتها الدور الوظيفى لهذه الوسائل وأهميتها في العملية التعليمية.
ويقدم الفصل الخامس أهم الأسس أو القواعد العامة التي يستر شد. بها عند تخطيطه لاستخدام هذه الوسائل في دروسه اليومية . وواضح أننا في هذه الفصول الخمسة نحاول توضيح الأبعاد الأساسية لإطار فكرى شامل للوسائل التعليمية ينأى بها عن السطحية والشكلية والجمود ، ويبين صلتها الجذرية بعملية التعلم وما لها من أصول نفسية وتربوية .
وفي الفصل السادس والفصول التالية له حتى الفصل الرابع عشر ، عرضنا الأنواع الوسائل والطرق السمعية والبصرية التي يمثلها مخروط الخبرة، عرضا تفصيلياً لكى يحصل المدرس على معرفة كافية عن أنواع هذه الوسائل وفوائدها التعليمية ونواحي قصورها وأنس اختيارها وكيفية استخدامها وتقويمها وغير ذلك من المعلومات والإرشادات العملية التي تساعده على حسن فهمه واستخدامه لهذه الوسائل كجزء متكامل مع مادة الدراسة وطرق التدريس .
وفي هذه الفصول التسعة عرض شامل لمكونات « مخروط الخبرة » الذي يعتبر بحق تصنيفاً شاملا يبين مستويات الخبرة مبتدئاً من الواقع المحسوس إلى أكثر مراتب التجريد. وقد اتسم هذا العرض بالجمع بين النظرية والتطبيق .
ومن الملامح الجديدة في هذا الكتاب أنه يربط الوسائل والطرق السمعية والبصرية بثلاثة مجالات أساسية فى المنهج ، وهي العلوم والمواد الاجتماعية والرياضيات . وهذا ما حاولنا توضيحه فى الفصول الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر على الترتيب. فقد ناقشنا في هذه الفصول بعض الوسائل والطرق السمعية والبصرية بالغة الأهمية فى تدريس هذه المقررات الدراسية ، ومن أمثلة ذلك عرضنا لطرق تجارب العرض والمعمل في تدريس العلوم ، واستخدام الخرائط والكرات الأرضية والأفلام ومصادر البيئة المحلية في تدريس المواد الاجتماعية ، واستخدام المحسوسات والألعاب الحسابية فى تدريس الحساب، واللوحات والنماذج والرسوم التوضيحية في تدريس الجبر والهندسة.
وغني عن التأكيد أن هذه الفصول ليست كاملة فى حد ذاتها ، ويكملها بقيه فصول الكتاب ولكي تأتي محتويات هذا الكتاب متكاملة في تحقيق هدفها ، فقد رأينا أن يتضمن الإطار العام أيضا تعريف المدرس بالمصادر المختلفة للوسائل السمعية والبصرية وأهم الخدمات التي توفرها هذه المصادر ، والتي يمكن للمدرس الإفادة منها . وقد حددنا ولخصنا أهم هذه المصادر والخدمات في الفصل الثامن عشر.
كما يتضمن هذا الفصل أيضا عرضا موجزاً وملخصاً لحاجات المدرسين فى مجال الوسائل السمعية والبصرية التي يمكن لمناهج إعداد المعلمين وبرامج تدريبهم . أن تفى بها بما يكفل لهم المعارف والمهارات اللازمة التي يحتاجون إليها لتشجيعهم على استخدام هذه الوسائل ، والعمل على تحسين استخدامها والإفادة منها في تحقيق أهداف المناهج الدراسية وما يتصل بها من أوجه نشاط متعددة ..
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا