كتاب القياس والتقويم في التربية الحديثة

القياس والتقويم في التربية الحديثة



تأليف : امطانيوس مخائيل
نشر : منشورات جامعة دمشق
2021

مقدمة الكتاب

لا ينفصل التقويم بمفهومه الحديث عن عملية التعلم والتعليم بل يعد جزءاً لا يتجزأ منها ومكوناً أساسياً من مكوناتها. والواقع أن تحسين عملية التعلم والتعليم ورفع فعاليتها يرتبط ارتباطاً مباشراً وقوياً بإعطاء التقويم مكانته في هذه العملية وبتحديث أساليبه وتحسينها. وبين الأهداف الأساسية للكتاب الحالي إبراز الدور الهائل الذي يؤديه التقويم في عملية التعليم والتعليم. 

كما يسعى الكتاب، وبما ينسجم مع هذا الهدف ويتكامل معه إلى إمداد القارئ بأساسيات نظرية القياس والتقويم الكلاسيكية وتعريفه بالاتجاهات والممارسات المتقدمة في حركة القياس والتقويم المعاصرة، هذا بالإضافة إلى إمداده بالطرائق والأساليب الفنية التي يتطلبها التقويم الفعّال وتمكينه من الاستفادة منها و«توظيفها» مباشرة في نشاطه التقويمي. وتتلخص الفكرة الموجهة لهذا الكتاب في أن التقويم الفعّال شرط ضروري للتعليم الفعال»، وأن تحسين العملية التعلمية - التعليمية ورفع فعاليتها لا يتحقق إلا بتحديث عملية التقويم وإعطائها دورها في تلك العملية. 

وانطلاقاً من هذه الفكرة بالذات لا بد من ربط عملية التقويم مباشرة بأهداف التعليم ، وتأكيد استمرارية التقويم وشموليته بحيث يغطي المجالات العقلية والوجدانية والمهارية، والتوجه نحو تنويع أساليبه وأشكاله، والاستخدام «المجمع» والأمثل لأدواته المختلفة بهدف الإفادة من مزاياها كافة مع مراعاة «التوازن» بينها وبحيث لا تطفى أي منها على الأخرى أو تحل محلها .

تنبع أهمية دراسة نظرية التقويم المعاصرة وضرورة الإفادة القصوى من التجارب والممارسات الغربية والعالمية المتقدمة في هذا المجال من أن التربية العربية المعاصرة تواجه تحديات لم يسبق لها مثيل يتصل بعضها بالتطور العاصف للعلم والتقانة الذي يشهده عصرنا، ويتصل بعضها الآخر بضرورة تأمين فرص التعليم للجميع مع الدخول في عصر التعليم الجماهيري، وإتاحة الفرصة للأفراد جميعاً للإفادة القصوى من طاقاتهم وقدراتهم واستثمارها على النحو الأمثل، هذا بالإضافة إلى تشعب أهداف التعليم واتساع نطاقها بحيث باتت تطال شخصية الفرد برمتها وبجوانبها العقلية والوجدانية وغيرها. 

وما من شك في أنه آن الأوان لأن تؤدي التربية العربية دورها في مواجهة تحديات العصر، وتعمل على تخطي الكثير من مظاهر الجمود والتخلف التي تعاني منها. كما آن الأوان لإعطاء التقويم الهادف والموضوعي والمستمر دوره الفعال في عملية التعلم والتعليم، واعتماد نتائجه أساساً في اتخاذ القرارات التربوية السليمة، والتخلي نهائياً عن النظرة التقليدية إلى التقويم والتي تجعله مجرد عملية هامشية أو ختامية منفصلة عن عملية التعليم أو ملحقة بها.

يتضمن الكتاب الحالي اثني عشر فصلاً، يتناول الأول منها طبيعة القياس ومكانته في التربية الحديثة، ويختص الثاني ببعض المبادئ والمفاهيم الإحصائية التي تحتل مكانة خاصة في القياس النفسي والتربوي، ويتعرض الثالث للتطور التاريخي لحركة التقويم، ولأسس التقويم الحديث وأغراضه. 

وأما الفصلان الرابع والخامس فيعالجان بشيء من التفصيل التقويم المتمركز حول الأهداف، وتصنيف أدوات التقويم وصلاحيتها، والشروط اللازمة لرفع هذه الصلاحية إلى الحدود القصوى، في حين أن الفصل السادس يتصدى لبعض الاتجاهات الجديدة في حركة القياس والتقويم من مثل القياس المحكي المرجع والتقويم البنائي أو التكويني. 

وتقدم الفصول الثلاثة التالية من هذا الكتاب دراسة موسعة لمقاييس التحصيل بأنواعها، ولأدوات التقويم التي لا تعتمد على الاختبارات إضافة لجوانب ومجالات أخرى في التقويم الحديث من مثل تقويم المعلم وتقويم المنهاج الدراسي. وتأتي الفصول الثلاثة الأخيرة من هذا الكتاب لتتناول بالدراسة مقاييس الذكاء والشخصية بأنواعها وتقف عند إمكاناتها وحدودها ودورها في عملية التقويم الشاملة. ويتضح مما سبق أن الكتاب يسعى إلى الإحاطة والشمول، ويحاول الجمع بين الاتجاهات الجديدة والمتقدمة في حركة التقويم المعاصرة ونظرية القياس والتقويم الكلاسيكية بمنطلقاتها وأسسها ومفاهيمها المختلفة التي تبلورت على مدى القرن الحالي.

رابط الكتاب 

للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا 
Mohammed
Mohammed