كتاب تعلم كيف تتعلم

نشر : دار جامعة الملك سعود
سنة النشر : 1416 هـ

وصف الكتاب

يسعى هذا الكتاب إلى تحقيق هدفين أساسيين,ويضع لتحقيق كل هدف استراتيجية معينة.والهدف الأول:هو أن يعرف المتعلم كيف يتعلم,أي يعرف الكيفية التي يتم بها التعلم حتى يسلكها في تعليميه,ويعلم نفسه بنفسه.والاستراتيجية التي يقترحها لذلك هي خريطة المفهوم concept map.وخريطة المفهوم عبارة عن أداة تضم مالدى الفرد المتعلم من مفاهيم حول الموضوع الذي يراد تعلمه وتنميته,سواء كثرت هذه المفاهيم أو قلت ,ثم وضع هذه المفاهيم في نظام هرمي متسلسل من المفهوم الأعم في القمة ثم الذي يليه حتى الأقل عمومية في القاعدة ,ثم تحديد مابين هذه المفاهيم من صلات وعلاقات من أي نوع . وأخيرا وضع كل ذلك على ورقة في شكل خريطه.

مقدمة الكتاب

نحن معنيون بتربية الناس وبمساعدتهم كي يتعلموا كيف يربون أنفسهم. نحن نريد أن نساعد الناس حتى يتمكنوا بشكل أفضل من الحصول على المعاني التي تشكل حياتهم. وإن التربية لقوة من قوى التحرير الكاملة والفشل في التربية عملية من العمليات التامة للظلم والقهر التامة وحيثما تتم عملية التربية - في المدارس أو في خارجها - فنحن نعتقد أن باستطاعتنا مساعدة الناس ليسيطروا وبشكل عام على مجريات هذه العملية وأحداثها وأن يسيطروا بالتالي على ذلك الجزء الذي يتحول ويتغير من حياتهم .

لقد قال الفريد نورث هوايتهد "Alfred North Whitehead“. أنشد البساطة ولكن لا تثق بها ونحن نشاركه هذا الرأي ونرغب في السعي من أجل البساطة للحفاظ على التعقيد . ذلك أن الأفكار البسيطة تكون في بعض الأحيان من الوضوح بحيث تصبح غامضة مبهمة. وسوف نحاول أن نوضح الاستراتيجيات البسيطة والتي تكون ذات إمكانات قوية في مساعدة الطلاب ليتعلموا وفي مساعدة المربين لينظموا مادة التعلم والأداتان التربويتان الرئيستان اللتان سوف نناقشها هنا هما :

خريطة المفهوم Concept mapping  التي تعتبر وسيلة لمساعدة الطلاب والمربين حتى يدركوا المعاني في مواد التعليم، ورسم المعرفة على شكل الحرف ( في Knowledge Vee diagram ( Vee الذي يُعتبر أيضًا وسيلة لمساعدة الطلاب والمربين ليتخللوا بإدراكهم بنية المعرفة التي يريدون أن يفهموها ومعناها. وسوف نصف - بالإضافة إلى ذلك - بعض الاستراتيجيات التي تساعد الطلاب والمدرسين ليمضوا نحو ما سوف نسميه المعاني والمشاعر المشتركة. وهذا عمل طموح ولكن خبرتنا تقول : إنه ليس عصيا على التحقيق ونحن ندرك أن تشاركنا هذا الكشف الذي لايزال في دور التكوين والتطوير. لأننا نحن المؤلفين ومن معنا طلابنا مستمرون في البحث عن طرق تجعلنا أفضل مدرسين وأفضل طلاب، وتساعد الطلاب أن يتعلموا ما المقصود بأن يتعلموا . وهذه العملية تعاونية تكاملية يتعاون في توضيحها كل من المدرس والطالب وهما يتبادلان الأفكار ويتعاونان في تقدمها بالتزامهما المتبادل نحو التربية .

وفي الفصل الثاني من هذا الكتاب سوف نقدم مناقشة كاملة لخريطة المفهوم . ونحن نقدم النصيحة العملية والرؤية النظرية مؤكدين أن الناس يفكرون في المفاهيم وأن خرائط المفهوم تستخدم من أجل استخراج هذه المفاهيم ولتحسين تفكيرهم . وفي الفصل الثالث نوضح أن الشكل التوضيحي القائم على دراسة المعرفة لحدث ما هو طريقة بسيطة مرنة لمساعدة الطلاب والمدرسين كي يدركوا تكوين المعرفة . وتدلنا خبرتنا على أنه بمجرد أن يحاول الناس تطبيق خريطة المفاهيم والشكل (Vee ) على المواد المألوفة لهم، فإنهم سيدركون ما لهذه الاستراتيجية من قيمة وقوة . 

ولقد ثار جدل لعدة عقود من الزمن حول ما إذا كانت التربية فنا أو علما . وسوف لا نشارك في هذا الجدل الذي يشبه إلى حد ما الجدل الذي يثور حول الوراثة في مقابل البيئة كعاملين مسئولين عن أعمال الإنسان وإنجازاته. وأيا كان ما يمكن أن تقوله لنا هذه القضايا التفصيلية فإن فرضنا العام أن التربية يمكن أن تكون فنا (أو حرفة) وعلما، وأن ما لدى الإنسان من إمكانات يتأثر بكل من الوراثة والبيئة .