كتاب لا أستطيع التوقف عن التفكير

لا أستطيع التوقف عن التفكير

كيف تتخلص من القلق وتحرر نفسك من الوساوس المستمرة‎


تأليف : نانسي كوليير NANCY COLIER
نشر : مكتبة جرير
2023


‎نبذة عن الكتاب

إذا سألت معظم الناس بشكل عابر ، إن كانوا مدمنين على التفكير سيقولون نعم . ولكن إذا سألت الناس إن كان التفكير يعتبر إدمانًا، فإن نفس الناس سيرفضون ذلك وينكرونه. يختلف ردنا على السؤال عندما لا تفكر فيه كثيرًا ، عندما نجيب بحدسنا تمامًا عندما نطرح السؤال على العقل، والذي وظيفته، وليس من قبيل الصدفة، هي صنع الأفكار هل تجد صعوبة في التوقف عن التفكير في أشياء معينة حتى عندما ترغب تمامًا في التوقف عن التفكير فيها ؟ هل تشعر أن أفكارك تسيطر على انتباهك وحالتك المزاجية؟ فمن المحتمل أن تكون مدمنا على التفكير ، وهذا يعني أنك شخص طبيعي. 

ونعم، يمكن أن تكون مدمنا على شيء طبيعي ومفيد لك، ويمكن أن تكون مدمنا على نشاط تستمتع به وتستفيد منه ، ويمكن أن تكون مدمنا على شيء لا تستطيع العيش من دونه. في حين أن إدمان التفكير قد لا يكلفك وظيفتك أو يؤدي بك إلى مركز إعادة التأهيل، إلا أن سلوكك قد يسفر على نحو مشابه عن نتائج متكررة، ومدمرة، ومؤلمة مماثلة.

للبدء، دعنا ننظر في جوانب الإدمان التي نوقشت في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الأخير (5-DSM) للجمعية الأمريكية للطب النفسي - المرجع الأساسي لكافة الموضوعات النفسية - ونطبقها على التفكير باعتباره إدمانا. اسأل نفسك :
  • هل يؤثر التفكير، أحيانًا، بشكل سلبي على سعادتي العامة؟
  • هل تسبب التفكير في مشاكل في علاقاتي؟
  • هل أهملت مسئوليات العمل أو المنزل بسبب التفكير ؟
  • عندما ألاحظ أنني لم أكن أفكر ، هل أشعر بالخوف أو القلق أو الإفراط المفاجئ في التفكير ؟
  • هل أجد نفسي أفكر أكثر وأقضي فترات زمنية أطول في التفكير؟ هل حاولت تقليل تفكيري ولكني لم أتمكن من فعل ذلك؟
  • هل أقضي الكثير من الوقت في التفكير ؟
  • هل أدى تفكيري إلى مشاكل صحية جسدية أو نفسية أو قلق أو اكتئاب؟
  • هل قللت أو توقفت عن ممارسة الأنشطة التي كنت أستمتع بها سابقًا من أجل قضاء المزيد من الوقت في التفكير؟
  • هل أتطلع إلى التفكير أو أتوق إليه أبدا ؟

إذا كنت مثل معظم الناس، ستكون قد أجبت بنعم عن ستة أو سبعة من هذه الأسئلة. لقد قال كل شخص أجريت معه مقابلة، دون استثناء، إن تفكيره، بطريقة أو بأخرى، يتسبب في مشكلات في حياته ويخل بالسعادة العامة سواء كان ذلك بسبب كثرة التفكير أو مضمون ما نفكر فيه، فإن التفكير المفرط يسبب مشاكل في علاقاتنا، وعملنا، ،وصحتنا، ونوعية حياتنا، وعافيتنا العامة يعد التفكير مثل أي إدمان آخر، باستثناء حقيقة أننا لا نعتقد أنه إدمان وأيضًا ، حقيقة أننا نأخذ فترات راحة بين الأنشطة المضرة كالإفراط في تناول الطعام، ولكننا لا نفعل ذلك عندما يتعلق الأمر بتفكيرنا. فنحن نكرس أنفسنا للتفكير دون توقف؛ من المهد إلى اللحد.

ومن الجدير بالملاحظة أنه مهما كنا نعاني كنتيجة لتفكيرنا ، فإننا نستمر في التفكير بنفس الإيمان الراسخ بأن التفكير سيوفر الحل لأي مشكلة تزعجنا. فنحن نواصل فعل ما كنا نفعله دائمًا على الرغم من وجود دليل قاطع على أن الكثير من تفكيرنا ليس مثمرًا ويجعلنا في الواقع أكثر قلقًا، وتوترًا، وتعاسة. نستمر في فعل الشيء نفسه الذي يؤذينا بينما نأمل في نتيجة مختلفة ونؤمن بها. إننا نفعل ما كنا نفعله دائمًا ونجني دوما نفس النتائج.

يصف العديد من الأشخاص علاقتهم بالتفكير الإدماني بأنها تفتقر إلى وجود زر للإيقاف. بمجرد أن نبدأ التفكير في مشكلة أو موقف ما نعجز عن صرف أنفسنا عنه ننزل إلى جحر التفكير ضد رغبتنا، رغم إدراكنا بأن التفكير في حد ذاته هو ما يجعلنا تعساء. كما أعربت جين عن أسفها: "هناك أوقات أسأل نفسي فيها حرفيًا، وأنا أفكر، لماذا ما زلت أفكر في هذا؟ أريد أن أتوقف. لماذا لا أستطيع التوقف؟ ولكني أواصل التفكير". قد يكون من الصعب للغاية صرف انتباهنا عن حلقات التفكير السلبية. 

فنحن مدمنون على التفكير جسديًا، وعقليًا، وعاطفيًا ؛ نقاوم بشدة فكرة التخلص من الأفكار، بغض النظر عن مقدار الألم الذي تسببه أو مقدار كرهنا للتفكير فيها. نحن في حالة أفكارنا حرب مع وأنفسنا في الوقت نفسه إن الأفكار الهوسية تجعلنا في حالة يرثى لها، ولكن إذا تجرأنا على صرف انتباهنا عنها فإننا نشهد رد فعل عنيفًا ، والذي يمكن أن يتسبب في شعور أسوأ من الأفكار نفسها. في حين أنه من الغريب أن الأمر يبدو كما لو أننا ، عند مستوى ما نستمتع بالأفكار السلبية ، أو نستفيد منها ، أو تجعلنا نشعر بالقوة. بالتأكيد ، نحن مرتبطون بأفكارنا ولسنا على استعداد للتخلص منها.

عادة ما نستمر في التفكير حتى نضطر إلى تحويل انتباهنا إلى شيء آخر لا يمكنه الانتظار، مثل بكاء الطفل أو احتراق الأواني، أو حتى نفقد الوعي، إما من خلال النوم أو التطبيب الذاتي بالأدوية، وهو مع الأسف، الحل الذي يلجأ إليه كثير من الناس هذه الأيام. من أجل إيقاف الضجيج القائم في رءوسنا، نضطر إلى تخدير أفكارنا وأنفسنا خلال ذلك. نستخدم مواد خارجية للتخفيف من إدماننا لهذه المادة المسيطرة التي تسمى الأفكار.

رابط الكتاب

للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا
رابط معاينة الكتاب 👈 اضغط هنا

Mohammed
Mohammed