نظرية برونر في النمو المعرفي

نظرية برونر في النمو المعرفي




مقدمة

ولد (جيروم برونر) Bruner Gerome في عام (1915) تخرج من جامعة هارفرد وأسس فيها مركزاً للدراسات المعرفية، يعد (برونر) احد علماء المدرسة الادراكية المعرفية الذين درسوا الشروط المصاحبة لعملية تعلم المفاهيم واكتسابها وكذلك حل المشكلات ومحاولة تحسين وضع المناهج الدراسية من خلال تطبيق المنهج الحلزون Spiral Curriculum كانت لديه محاولات عديدة لفهم عملية المعرفة وكيفية الوصول إليها من خلال أعماله التجريبية، لقد تم تكريم برونر ومكافأته في عام (1963) من قبل جمعية علم النفس الامريكية بجائزة التفوق العلمي وفي عام (1965) انتخب رئيساً لتلك الرابطة، وفي عام (1972) ترك العمل في جامعة هارفرد واتجه الى العمل في جامعة اكسفورد في بريطانيا. 

يعد ( برونر) من علماء النفس الذين دعموا نظريات التعلم المعرفية، ومع انه يتفق مع (اوزبل ) إلا أنه يختلف عنه في تأكيده على دور التغيرات النمائية في التعلم وتطبيقاتها في عملية التدريس. يرى (برونر) أن عملية التعليم يجب أن تبدأ بالافكار البسيطة، كذلك نادى بضرورة وجود نظرية أو مجموعة نظريات في مجال التعليم كي تتكامل مع نظريات التعلم في رفع كفاءة العملية التعليمية كماً وكيفاً من خلال تتبع الاسس والخطوات اللازمة لتقديم المادة التعليمية للتلاميذ في صورة مناسبة.

ذكر برونر (1966 ,Bruner ) أن هناك مجموعة من الإجراءات التي يجب أن تتضمنها نظرية التعليم وهي:
  • الخبرة في مجال التعليم.
  • طريقة تنظيم المادة التعليمية بما يتناسب وقدرات المتعلمين.
  • طريقة تعليم المادة التعليمية بشكل منظم.
  • طريقة استعمال العقاب والتعزيز أثناء عملية التعليم بشكل فعال بحيث يحفز المتعلم الى التعلم بدافع نفسه (Intrinsic Motivation) بدلاً من من التطلع الى الحوافز الخارجية ( Extrinsic Motivation ).

الافتراضات الأساسية للنمو المعرفي عند برونر

لقد قدم (برونر) عدداً من الافتراضات التي تسهم في تفسير تطور التفكير لدى الأطفال ومن هذه الأفتراضات :
  1. يتم تطوير التفكير عن طريق تمثل الطفل للخبرات الجديدة، وادماجها مع خبراته السابقة من أجل الخروج منها ببنية معرفية يستخدمها في تطوير معارفه.
  2. العقل هو الآلة التي يتم عن طريقها تمثل الخبرات المعرفية الجديدة. 
  3. الذكاء ليس فطرياً، وانما هو القدرة على الربط بين الابنية المعرفية في البيئة الثقافية التي يعيش فيها الطفل.
  4. يتم تطوير التفكير لدى الطفل من خلال عمليات هي: اكتساب المعرفة والاحتفاظ بها، وتمثلها ومن خلال استعمالها في مواقف جديدة، كلما ابتعد الطفل عن المرحلة الحسية يزداد استعماله للغة والرموز في التفكير.
  5. ليس للتعلم الآلي دور في تطوير وزيادة بنى الأطفال وتمثيلاتهم المعرفية.
  6. أن تطوير التفكير لدى الطفل هدف يساعدة في الوصول الى حالة الاتزان المعرفي.
  7. يتمركز تفكير الطفل حول ذاته، ويستغرق ذلك وقتاً ليس قصيراً، حيث يرى الأشياء بمنظار مدركاته.
  8. التصور والتخيل عمليات معرفية لها دور في نمو التفكير لدى الأطفال. 
  9. يتطور تفكير الطفل عن طريق الاتصال والتعامل المباشر مع الموضوعات المختلفة.
  10. كلما ازداد استقلال استجابات الطفل عن مثيراتها. يزداد نمو المعرفي لديه.
  11. تمر تمثيلات الطفل بثلاث مراحل هي التصور والخيال، العمل والحركة ، والمرحلة الرمزية.

مبادئ نموذج برونر

المبادئ التي يحتوي عليها نموذج برونر وتتحكم في عملية التعلم :
  1. أن التعلم الأمثل تحت الظروف والشروط المثلى يؤدي بالمتعلم الى أن يتعلم كيف يعلم نفسه.
  2. أن النشاط العقلي موجود في أي موضع، سواء كان الشخص في أي صف دراسي أو باحث علمي. 
  3. يمكن تدريس أي موضوع من أي مادة دراسية لأي تلميذ بطريقة متوافقة عقلياً في أي مرحلة من مراحل النمو العقلي للمتعلم. ويمثل هذا المبدأ جوهر الإختلاف بين نظرية برونر ونظرية بياجيه .
  4. أن أفضل أشكال الدوافع هو اهتمام المتعلم بالموضوع نفسة، أي دوافع داخلية وهي تنقسم الى حب الاستطلاع، الدوافع للانجاز، الدافع لتبادل الأفكار والمشاركة.
تابع في الصفحة الثانية 👇

مراحل التطور المعرفي عند برونر 

وصف برونر مراحل التطور المعرفي في ثلاث مراحل: يرى ( برونر ) أنّ عملية التطور المعرفي تعتمد على تطوير نظام داخلي لتخزين المعلومات عند الأفراد حتى يتمكنوا من وضع الفرضيات واختبارها، بالإضافة الى التعامل مع عدد من البدائل وهذا كله يتم من خلال اللغة التي تعد مفتاح التطور المعرفي. وقد وجد (برونر) ثلاث مراحل نمائية يمر بها الفرد في سعيه لاكتساب القدرة على تمثل عالمه، لقد كان هدفه الرئيسي من مراحل التطور المعرفية هو تنمية الناحية المعرفية وما تشمله من قوى لدى الفرد. وفي ما يلي توضيح للمراحل التي جاء بها برونر:

المرحلة الاولى : تمثيلات العمل والحركة (Enactive Representation)

وهي تمثيل الحركة في أفعال والمثال عليها عندما يحاول الطفل العمل على إيجاد التوازن بين كفتي الميزان بتعديل وصفة . ولكن الطفل يعجز في الواقع على وصف العملية الحاصلة ، وهو يدركها إدراكاً حسياً فقط، ويحدث النمو المعرفي أثناءها من خلال العمل والفعل ويتعرف الطفل على الاشياء والموضوعات المحيطة به من خلال ما يقوم به من أفعال حيالها، كاللمس والمعالجات اليدوية المختلفة.

المرحلة الثانية : تمثيلات الصور أو شبه الصور ( Iconic Representation)

وهي محاولة التمثيل الصورية المرئية أو شبه الصورية، حيث يستطيع الطفل في هذه المرحلة أن يمثل التوازن في رسمه شكلاً ،ما ، حيث يمثل الطفل عالمة الواقعي عبر عملية تخيل المدركات الحسية المختلفة ، فتحل الصور (icon ) محل الشئ الفعلي، على الرغم من التطور الذي يحدث للطفل إلا أنه يبقى سجين عالمة الادراكي الذي يقوم أساساً على مبادئ تنظيم الادراك كالتقارب والتشابه.

المرحلة الثالثة : التمثيلات الرمزية (Symbolic Representation)

وهي المرحلة الأكثر تجريد وتقدم في مستوى التمثيلات التي افترضها برونر، وهي عبارة عن استعمال الكلمات والرموز لوصف خبرة معينة ، حيث يكون الفرد قادراً على تفسير عملية التوازن بإستعمال مفاهيم مثل نقطة الارتكاز، طول القاعدة، الأوزان المستعملة..... الخ، يرى (برونر ) أنّ الطفل حين يتقدم في تطورة من النمط العملي الى النمط الصوري ثم النمط الرمزي من التفكير والتمثيل لا يعني ذلك أَن الأنماط البسيطة الأولى تزول وتندثر بل أن الطفل يستمر في التطور مع الأنماط الثلاثة. 

دور عملية اكتساب المفاهيم في التعلم عند برونر

  • تشكل الأساس للمادة التعليمية وأساليب التفكير المرتبطة بها.
  • تعكس الإطار الثقافي الذي ينشأ به الفرد.
  • يتم تحديد خصائص البناء المعرفي بالنسبة للفرد من خلال استدخال الأفعال والصور والرموز.

توظيف نظرية برونر في التعلم

  1. على المعلم أنّ يتذكر بأنّ الأطفال في المراحل الابتدائية احياناً يلجأون الى استخدام أشكال التمثيل الأيقوني مرة واشكال التمثيل الرمزي مرة اخرى. 
  2.  عند تعليم الأطفال في رياض الأطفال والصفوف الابتدائية الدنيا يفضل أنّ يعمل المعلم على إعطاء مجال أمام التمثيل الصوري وتشجيعهم على التعلم من خلال الخبرات الحسية والبصرية. 
  3. أنّ التفاعل بين الطفل وأقرانه أو زملائه يترك آثاراً معرفية وانفعالية وهو بهذا يتلقى معلومات حول كيفية تفكير الآخرين.
  4. تشجيع الطلبة على الاكتشاف وإتاحه الفرصة أمامهم للتدريب على الاكتشاف.
  5. ينصح مصمموا البرامج التدريسية والمناهج أن يراعوا تقديم المهارات والمفاهيم الأساسية والضرورية للتعلم اللاحق في شكل منتظم ومعرفي.

Mohammed
Mohammed