كتاب فهم الأمراض النفسية منطقيا

فهم الأمراض النفسية منطقيا

لماذا تؤثر تغيرات الحياة على صحتي العقلية؟
لماذا تتدهور صحتنا النفسية؟ وكيف يمكننا فهم ذلك ؟


تأليف : دین برنیت
المترجم : عيسى عبد الله
نشر : عصير الكتب
2022


مقدمة المترجم

وهذا الكتاب هو محاولة لفهم جزء من أجزاء بنيتنا الإنسانية، وهي صحتنا النفسية والعقلية بذل الكاتب في هذا الكتاب جهدًا ليس بقليل ليفك الكثير من التشبيكات التي تدور في أذهاننا ونحن نتحدث عن مثل هذا الموضوع، والتزم تخصصه ليخبرنا بما وصلت إليه أحدث الأبحاث العلمية عن الصحة النفسية والعقلية، فكان الكتاب محددًا ومخصصا وواضحا.

لكن دعني أفشي لك سرا في أثناء رحلة ترجمتي لهذا الكتاب، وجدت الكتاب دسمًا يستطرد فيه الكاتب في عدة مواضيع أساسية لفهم قضية الصحة النفسية والعقلية بعمق وتأسيس وظني أن هذا مما قد لا يسر الكثيرين ويبعدهم عن الكتاب، بالإضافة إلى أنني قرأت الكثير من التعليقات الأجنبية لقرّاء الكتاب، ووجدت الكثيرين ممن لم تعجبهم تلك الاستطرادات. 

ولكن لما عرفت من مدى التأصيل والتأسيس العلمي الذي يقدمه لنا الكاتب، خفت أن يجعل هذا القراء يتركون الكتاب ويظنون أن كاتبه يستطرد فيما ليس له معنى ليضخم حجم كتابه، فقررت أن أرسم للقراء العرب في البداية خارطة الكتاب ليختاروا ما يودون معرفته من محتوى الكتاب، ويذهبوا إليه متى أرادوا ففي الكتاب الكثير من الفائدة والعلم الذي قد يفيدك في رحلتك الحياتية، وبخاصة ما يتعلق منها بالصحة النفسية والعقلية.

في فصل الكتاب الأول، الوضع الراهن يتحدث الكاتب عن «الوضع الراهن» ساحة النقاش حول قضايا الصحة النفسية والعقلية، ولذلك فالمواضيع التي يتحدث عنها عميقة وغير ممسوكة بطبيعتها ويغلب عليها في أساسها الطابع الفلسفي وليس فقط الطابع العلمي التجريبي كما قد ينتظر القراء من الكتاب، إلا أن الكاتب بذل مجهودًا كبيرًا في جمع الرأي والرأي الآخر وتوضيح الخلافات وبناء صورة واضحة حول كل القضايا التي ناقشها  . 

إلا أني أظن أن هذا مما قد لا يعجب الكثيرين ممن يبحثون عن إجابات واضحة ومعلومات دقيقة حول قضية الصحة النفسية والعقلية، ولهذا وجب التنبيه، إذا كنت هنا لتجد معلومات واضحة ومباشرة عن الصحة النفسية والعقلية، فلا تلق الكتاب بعيدًا بسبب الفصل الأول، فهو المدخل التأسيسي النظري للقضية، والذي يمكنك أن تتخطاه في البداية لتصل إلى المعلومات المباشرة بداية من الفصل الثاني. إلا أنني أود أن أؤكد على أهمية الفصل الأول هذا، ولكني رأيت أن في الكتاب ما هو أكثر منه، وما قد يجعل القارئ يحيد عن الكتاب بسببه، فقدمت هذا التنويه، ولكني أود أن أشجعك عزيزي القارئ لقراءته لتفهم البعد النظري للنقاشات الراهنة حول قضية الصحة النفسية والعقلية وتشاهد بنفسك حلبة المصارعة» وتقيم موقفك منها.

وإذا كان الفصل الأول هو المدخل النظري التأسيسي لفهم قضية الصحة النفسية والعقلية، فالفصل الثاني هو المدخل العلمي التأسيسي لفهم تفاصيل ما يحدث في المخ وكيف يعمل، لتستطيع بذلك فهم وتقدير ما وصل إليه العلماء عما يحدث في المخ في أثناء رصدهم له في دراستهم للصحة النفسية والعقلية للإنسان. فهذا الفصل سيجعلك تعرف الكثير عن مخك وكيفية عمله. 

وفي الفصول الثلاثة الأخيرة يبدأ الكاتب في الحديث عن الاضطرابات النفسية والعقلية باستفاضة تحت ثلاثة عناوين وهي الاكتئاب والقلق والإدمان، لكن الكاتب لا يتحدث عن هذه الاضطرابات فقط، بل يتحدث عن الكثير من المواضيع المتصلة بهم كحديثه، على سبيل المثال، عن اضطرابات المزاج عند الحديث عن الاكتئاب، وهكذا نجد الكاتب غطى الكثير والكثير من المواضيع المهمة المتصلة بقضية الصحة النفسية والعقلية بعمق، فيستغل الكاتب إثارة الموضوع بشكل محدد في سياق ما ليدلنا على الفكرة الكامنة وراءه، ثم يعود للحديث عن موضوعه الأساسي ...

فلا تظنن أن الكاتب لم يتحدث إلا عن الاكتئاب والقلق والإدمان، فعندما تنتهي من قراءة الكتاب ستتفاجأ بكم المعلومات التي قد حصلت عليها، وبفهمك الجديد لقضية الصحة النفسية والعقلية، طبقا للكثير من الأبحاث العلمية الحديثة، والذي أتمنى أن يساعدك في رحلة حياتك وفي تعاملك نفسك مع ومع من حولك. 

رابط الكتاب

للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا
Mohammed
Mohammed